أحمد المغلوث
جميعنا في الشرق الأوسط بل وحتى العالم نبحر في قارب واحد. هكذا أراد الله لنا وإذا كنا جميعًا مسلمين وغير مسلمين وحتى من ديانات أخرى فجميعنا نعبر بحراً متلاطم الأمواج، وبالتالي فأي حركة مجنونة من أحدنا فسوف يؤدي ذلك إلى كارثة لا محالة. مثل الذي يلعب بالنار بجوار براميل نفط.
تذكرت ذلك وأنا أشاهد صورًا تاريخية لكارثة المفاعل النووي الروسي في محطة «تشيرنوبل» النووية سيئة الصيت وما أدى إليه الانفجار أيامها لكارثة مازال الآلاف من سكان المناطق المجاورة للمفاعل يعانون حتى اليوم من تأثيرات الانفجار، حيث أشارت التقارير الرسمية إلى أن 31 شخصًا فقط لقوا حتفهم في أعقاب انفجار تشيرنوبل، بينما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد ضحايا الكارثة 50 شخصًا، لكنها توقعت في تقرير عام 2005 أن تصل أعداد ضحايا الحادث إلى 4.000 شخص جراء التعرض للإشعاع المنبعث من حادثة تشيرنوبل.
وكانت العديد من العاملات في أحد المصانع المجاورة للمنطقة التي تضررت من الانفجار وبالتالي انتشار الإشعاع، عانين الكثير من متاعب صحية مختلفة وظهرت على العاملات اللائي يفرزن الصوف يدوياً قبل غسله ومعالجته في موسم الربيع عام 1986، أعراض مختلفة، مثل نزيف الأنف أو الدوار والغثيان. ولم يتبق من النساء اللائي كن يعملن في المصنع آنذاك في مدينة تشرنيهيف سوى 10 سيدات، أما سائر العاملات بالمصنع اللائي تعرضن للإشعاع، فبعضهن وافتهن المنية والبعض الآخر تقاعدن بسبب المرض. لقد عاش العالم أيامها رعبًا مخيفًا خاصة في الدول المجاورة للاتحاد السوفييتي وبصورة خاصة الدول الأوربية ودول العالم بصورة عامة خوفًا من تعرضهم لخطر الاشعاع.
واليوم والشرق الأوسط بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص يضع الجميع أياديهم على قلوبهم خوفًا من المفاعلات النووية الإيرانية التي يبدو أن النظام الإيراني زرع أكثر من مفاعل في المنطقة الغربية من إيران وعلى بعد مسافة قريبة من الخليج العربي. الأمر الذي يشكل تهديدًا مباشرًا لدول المنطقة. ومن هنا يصبح من الضروري على الدول الخليجية والعربية ودول العالم الشعور بالخوف والقلق مع استمرار النظام الإيراني وباعتزاز وفشخرة أنه مستمر في تخصيب اليورانيوم، من هنا فبات من الضروري الوقوف بحزم وبدون تردد في وجه النظام إيراني المستبد. كذلك يصبح من الأهمية بمكان على الدول التي تمتلك مثل هذه المفاعلات أن تعلم أنها لن تكون وحدها صاحبة (الكارثة) لو وقعت لا سمح الله. ولا أحد يتصور أن الاتحاد السوفييتي بجلالة قدره كان يستطيع منع ما حدث في «تشرنوبيل» فكل شيء جائز.. وعندما تحدث كارثة ما. ربما لا تستطيع الدولة التي لديها مفاعلات نووية أن توقفها أو تمنعها ومن هنا يصبح من واجبها أن لا تتأخر في إيقاف مشاريعها في هذا المجال. مهما كانت فوائد أو عواد المفاعلات النووية. فمصلحة الجماعة أهم من المصلحة الشخصية. حتى ولو بررت بعض الأنظمة ومنها الجارة المشاغبة إيران أن المفاعلات سوف تستخدم في تحقيق مصالح وفوائد لنظامها. إلا أن السلبيات والمخاطر أكثر بكثير من تلك المصالح والفوائد فوجود المفاعلات الإيرانية المتعددة تشكل تهديداً للجميع.
ومن هنا يجب أن نقف وقفة صلبة وشجاعة أمام استخدام المفاعل النووية. خاصة والنظام الإيراني مستمر في عملية التخصيب المريب. وماذا بعد؟ هل تكفي مخاوف العالم وصرخاته واحتجاجاته منع إيران من خططها المخيفة. وإيران منحها الله خيرًا كثيرًا فلديها منتجات نفطية تجعلها تستغني عن هدر المليارات من أجل الاستمرار في مشروعها النووي المخيف.