فيصل المطرفي
استغربت كثيراً ردَّات الفعل التي صاحبت سلسلة الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الحكام السعوديون خلال منافساتنا المحلية في الموسم الجاري. وأصابتني الدهشة أكثر من بعض المراقبين الذين ينتظرون من بعض الحكام استمرارهم بأداء مقنع ومتميز لعدة مباريات، أو كما يقولون في عالم التحكيم (بأقل الأخطاء) .. ففي اعتقادي أن ذلك من المستحيلات، والتاريخ هنا يقف بجانبي !
للأسف أن الأحداث والمنافسات أكدت أن تميُّز الحكم السعودي في مباراة أو مباراتين بات استثناء ومفاجأة ، بينما واقعه والوضع الطبيعي له عطفاً على ما شاهدناه على مدار سنوات من المنافسات المحتدمة هو الأداء الضعيف والأخطاء المتكررة والشخصية المهزوزة!
فيما بلغ الحال لدى الأطياف المنحازة أو المتعاطفة مع الحكم السعودي بمجرد تقديمه مستوى مقبول في مباراة، إلى تقديمه كأحد أبطال الموسم، ولكن سرعان ما يعود ذلك الحكم إلى وضعه الطبيعي فتختفي تلك الأطياف حتى إشعار آخر!
في تصوري أن قرار اتحاد كرة القدم بإعادة الحكم السعودي بهذه الآلية جاء متسرعاً، فالعمل الضخم المبذول من المؤسسة الرياضية والمشروع المتكامل من الأندية لإظهار المسابقات بصورة لافتة تتطلب إعادة النظر في هذا الملف وعدم المكابرة، بحجة إعادة الحكم السعودي للواجهة بعد غيابه نحو 3 مواسم !
ثمة ملامح تكشف لك ضعف الحكم السعودي ومنها تقنية الفيديو التي جاءت لتساهم في مساعدة الطواقم التحكيمية لاتخاذ القرار الصحيحة، بينما لم يستثمرها الحكم السعودي بنجاح فاستمرت بعض الحالات الغريبة والمتباينة ، وتواصل تعطل اللعب لوقت طويل بانتظار انتهاء حوارات الفار التي أصابت متابعي الدوري السعودي بالملل!
نتطلع من اتحاد الكرة ولجنة الحكام دراسة هذا الموسم بكل تفاصيله للوصول لأفضل القرارات والحلول التي من شأنها تطوير العمل في الموسم المقبل، والاستئناس بآراء الأندية بعد تجربة نقترب من نهاية موسمها الأول.