د.نايف الحمد
o من الثابت في أعراف كرة القدم أن الفريق يعتمد على أحد عشر لاعبًا على أرض الملعب .. لكن ثمة حالات استثنائية جعلت لبعض اللاعبين قيمة تساوي فريقًا بأكمله.
o لاعبون صنعوا هوية واضحة لفرقهم وحققوا إنجازات ما كانت لتتحقق لولا قوة تأثير هؤلاء اللاعبين وإمكاناتهم الكبيرة.
o في الكرة العالمية يُعد الراحل الأسطورة (مارادونا) أحد أهم هذه النماذج وأكثرها وضوحاً، عندما قاد (نابولي) لتحقيق بطولة الدوري الإيطالي مرتين وكأس الاتحاد الأوروبي، في وقت لم تكن تحلم جماهير النادي في تلك الفترة بالوصول لهذه البطولات لولا وجود الظاهرة (مارادونا) .. كما قاد منتخب التانجو لاعتلاء منصة الذهب في كأس العالم 1986م بعد أن قدّم هذا الساحر عروضاً مبهرة مازالت أصداؤها تتردد إلى وقتنا الحاضر.
o في الكرة السعودية ، وفي هذا الموسم على وجه الخصوص ظهر لدينا لاعبان كان لهما من التأثير ما جعل أحلام جماهير نادييهما تتغير بشكل جذري؛ نتيجة لما أحدثاه من فروق واضحة على أداء هذين الفريقين، وهما (بانيغا) في الشباب و(حجازي) في الاتحاد.
o مع بداية الموسم الحالي لم يكن أحدٌ من الشبابيين يتحدث عن إمكانية تحقيق اللقب، رغم أن الرئيس الشبابي (البلطان) قام بعمل مميز في بناء فريق قادر على المنافسة خلال السنوات القادمة .. لكن الظهور الطاغي لـ(بانيغا) وقدرته الهائلة في التأثير على مستوى الفريق جعل المراقبين يصنفون الفريق كأقوى المرشحين للقب، وقد تصدر الترتيب لعدة جولات قبل أن يخسرها لصالح الهلال.
o في الاتحاد ما إن وطأت قدما (حجازي) أرض جدة حتى تغير كل شيء في هذا النادي التسعيني الوقور .. سنوات مرت وعميد الأندية السعودية يصارع ظروف أنهكته وحالت دون أن يقدم ما يروي عطش عشاقه.. ظل هذا النمر جريحًا يترنح ولا يجد وصفة مناسبة للخلاص من مرضه والعودة لمكانه الطبيعي مع الكبار في منصات التتويج التي عرفها وحفظته.
o كانت بداية (حجازي) - القادم من الدوري الإنجليزي - في الديربي أمام الأهلي، حيث حقق العميد فوزاً غاب منذ سنوات .. وانطلق بعدها الفريق ليسجل نتائج رائعة ويفرض اسمه كواحد من أهم المرشحين لبطولة الدوري، مع وصوله للنهائي العربي.
o لم يكن تأثير (حجازي) على دفاع الفريق فحسب، بل امتد لكل الخطوط.. كان تأثيره كالسحر، فقد سرت روح حجازي في أوساط الفريق وظهر كما نعرفه.. يدافع بضراوة ويهاجم بشراسة ويعود في أي وقت من المباراة.
o ختامًا نقول شكرًا لإدارة الشباب والاتحاد على استقطاب مثل هؤلاء اللاعبين الذين مثّلوا إضافة كبيرة ومتعة لدوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.