«الجريرة» - عبدالإله القاسم:
برحيل الزميل الخلوق محمد بن عبدالله الوعيل، يفقد المجتمع والوسط الصحفي والإعلامي واحداً من أبرز وجوه المهنة الصحافية على وجه الخصوص. وأحد الذين أنهوا مسيرتهم العملية باحترافية ومهنية غلفها السمت.
عَبَرَ باسمه وقَلمه وخُلقه مجدفاً نحو قمة المجد الصحفي، فأعطى القارئ متعته ووجبته اليومية والأسبوعية محرراً صحفياً ومحققاً وكاتباً ورئيساً للتحرير.
لمع نجمه وزها عبر «ضيف الجزيرة» فكان حبره مقصداً، وتدوينه شاهداً على العصر.
بعد نحو الـ 45 عاماً، اختار أبو نايف -رحمة الله- التقاعد والعمل الخاص، فترجل عن العمل كمهنة وبقيت الصحافة في قلبه ودمه لُقمة يتذوقها ويقتسمها بين أصدقائه وزملائه وأنجاله الذين اختاروا بعضاً من هويته وهوايته.
أصبح لمحمد الوعيل سيرة وذكريات قبل الرحيل، مرتفعاً في سلم المهنة التي عشقها درجة، فاتخذ من الإعلام الإلكتروني سلماً ليدشن صحيفة «ليل نهار» الإلكترونية، ويدون حسابه الخاص عبر تويتر مبحراً بذاكرته ورواياته المشوقة بين جيلين، ورغم أن الزمن والقدر لم يمهله كثيراً، إلا أن إخلاصه قد مكنه بعض الشيء من الوفاء بزملائه ومحبيه الكُثر.
ترك الزميل الفقيد -رحمه الله- بصمته الأخيرة تركةً استثنائية ثمينة، عبر إعادة طباعة إصداره الثمين (شهود هذا العصر - 6 أجزاء) الورقي والإلكتروني، والذي دون نشره عبر حلقات (ضيف صحيفة الجزيرة)، بنحو 1600 شخصية عالمية ومحلية، ليُشهد به إرثاً يروى لأجياله وأجيال من بعده.