صيغة الشمري
في اجتماع عملي لحملة توعوية مجتمعية كبيرة ومهمة نشب خلاف بين مدير الإعلام ومدير المسؤولية الاجتماعية في أحقية إدارة الحملة، فكل منهما يرى أنه الأقرب لإدارة المشروع، الإعلام يعتبر التوعية جزءا لا يتجزأ منه، والمسؤولية الاجتماعية تعتبر توعية المجتمع من المهام التي تقع على عاتقها كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية، ولكي بكتمل العمل بدون خلافات في البداية قبل اتمام المشروع قام الرئيس بتكليف مدير التسويق بإدارة الحملة.
والحقيقة جميعهم محق لكن لابد من الاتفاق على شخص يتولى إدارة المشروع، هذا الحدث العملي الذي حدث فعلياً أمامي قادني للتفكير في الموضوع.
الحقيقة أن مدير الإعلام وكذلك مدير المسؤولية الاجتماعية كل منهم محق أن التوعية جزء من مهامهم الاساسية، اما مدير التسويق وضعه الرئيس مديرًا للمشروع ليتجنب هذا الخلاف وليعمل على توجيههم للتعاون دون الدخول بتفاصيل من الأحق او الأجدر، وطبعاً تصرفه كإدارة ومهارة بإنهاء الخلاف بشكل سلس ومبدع ودون الوقوف مع شخص ضد آخر يحسب له.. إلا أنه رأيي أنا، أن أي حملة مهما كان موضوعها لابد أن تكون إدارتها من قبل الإعلام لأن الإعلام هو القائم على المحتوى والمحتوى هو الخام الأساسي لأي حملة، هو الزعيم وما لم يكن الزعيم قويًا فلن يتبعه أحد، صناعة المحتوى أمر متشعب جدًا وله أسراره واستراتيجياته، وفعاليته تقاس بمدى تفاعل الشريحة المستهدفة ومدى انتشاره، فبالرغم من أن المصطلح يحتوي فقط على لفظ صناعة إلا أنه يشمل أيضًا نشره وإعلانه ومعرفة أنسب الطرق حتى ينتشر الانتشار المطلوب. بعد المحتوى يأتي من حيث الأهمية «السياق»، حيث يمكنك نشرُ محتوى ممتاز، لكنْ إذا تجاهلت سياق القالب الإعلامي أو المنصة، فقد يبدو الأمرُ سطحيًّا. ويُغفِلُ أغلب القائمين على إدارة الحملات بمختلف أنواعها وأهدافها «السياقَ»؛ لأنَّهم يحضرون على المنصة بهَدفِ تحقيق التواجد فقط، دون التفكير بمدى مناسبة هذه المنصة لنشر محتواك وهل تحتاج محتوى بطريقة مختلفة لنشره بهذه المنصة؟ يأتي بعد المحتوى والسياق التوقيت المناسب للحملة ومناسبة طرحها في وقت يوجد حدث شائع Trend وهو محور الاهتمام والتركيز.
يكون أمامك خيارين إما تأجيل الحملة لوقت أفضل أو البدء بالحملة وربطها بالحدث الشائع، مثال حملة عن التخطيط المالي والحدث الترند في العالم كورونا مثلاً يكون الحديث عن تأثير كورونا اقتصاديًا وماليًا على العالم، لذلك بعد هذه التجربة وتوقف الأعمال والحياة المفاجئ والصادم للعالم يجب ان نجعل هذا هاجساً لتحسين وضعنا المادي حتى لو حصلت قصص مماثلة مستقبلاً سنكون متأهبين لمواجهتها بأقل الخسائر.
فمن يستطيع أن يحدد ويصنف ويقيس المحتوى المناسب والسياق ومن ثم التوقيت وجس نبض الرأي العام والشارع مثل مسؤول الإعلام.