عبد الرحمن بن محمد السدحان
* أزعم بدءًا أننا كبشر، منظّرين وممارسين للفعل الإداري، (نُسْقط) بعض مشكلات الإدارة على (البيروقراطية)، وننسى في الوقت ذاته أن هناك أمورًا كثيرة من أمور الإدارة هي أولى بالتصحيح والإصلاح.
* * *
* دعوني قُرَّائي الأفاضل أُفصِّل ما أوجزته في السطور السابقة، فأقول:
أولاً: أليسَ الإنسان هو (المستهلَك) الأول للإدارة، ومن ثم، فهو الشريك الأهم في (اللوم) حين يُصرّ على مخالفة القواعد والضوابط المقنّنة لأداء الإدارة، فِعْلاً وفاعلية، إذًا كان هو المخالف لبعض قواعد الإدارة ونواميسها؟!
* * *
ثانيًا: أليست الإدارة التنفيذية مسؤولةً حين تغفل أو تتجاهل أو تهمّش أخطاء الإداريين أو تتهاون في تشخيص مشكلاتها وتحديث أنظمتها ولوائحها وإجراءاتها وصولاً لما هو أفضل؟
* * *
ثالثًا: والأمرُّ مما سبق حين يستثمر بعض ضعاف الذمم في هذا الجهاز أو ذاك الثغراتِ والعثراتِ في منظومة الأداء خدمةً لمصالحهم الذاتية على حساب ذوي الحاجة الأبرياء، استغلالاً لظرف أو استبعادًا لحصانة رقيب أو حسيب!
* * *
رابعًا: من جانب آخر، ألسنا نحن المواطنين (شركاء) في بعض فصول الفشل الإداري، حين نتسَتّر على ضعيف ذمّة أو ضمير داخل المنشَأة الإدارية، إمّا خدمةً لمصالحنا أو تطبيقًا لمقولة (وأنا مالي)! ويستوي مع ذلك سوءًا حين نلتمس العذرَ أو نقتبسُ الدفاعَ عن ضعيف الذمة في هذه المنظومة الإدارية أو تلك بحجّة (ألاّ نقطع رزق العيال)، فتخسرُ الإدارة (عفّتَها)، ويخسَرُ الوطن، ويمضي (الموظف المخالف) (يرفلُ) في لباس غفلتنا أو تسامحنا.. أو ضعفنا الأخلاقي، أو تلك الأمور مجتمعةً!
* * *
وبعد،
* أستأذن الفضلاء من أهل الذمة والفضيلة فأقول إن العزف على (قيثارة البيروقراطية) (تستُّرًا) على ذي عيب أو آفة أخلاقية في البيئة الإدارية هو أمر عفا عليه الزمن وعافه الناس، ومطلوب مناَ منظّرين للإدارة وممارسين لها أن نبحث عن حلول جديدة بعزائم جادة ونوايا مخلصة، وبأساليب حديثة تريحنا، ممارسين للإدارة و(مستهلكين) لها، من ضنَك الفشل الإداري وانعكاساته المادية والأخلاقية.
* * *
* وبمعنى آخر، نريد أن نبرئَ ذمَمنا أولاً، ثم ولاءَنا لوطننا الغالي ولشرف المهنة التي نخدمه من خلالها، فنصحّح ما يجب تصويبُه في منظومتنا الإدارية من عقبات أو عثرات أو أساليب إدارية عفَا عليها الزمنُ وعافها الناس!