أعلنت وكالة تسجيل براءات الاختراع التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي بأن جمهورية الصين كانت أكبر مصدر لطلبات براءات الاختراع الدولية على مستوى العالم لعام 2020 للعام الثاني على التوالي معزّزة تفوّقها وتقدّمها على الولايات المتحدة الأمريكية التي احتلت المركز الثاني.
حيث إن الصين حققت زيادة بلغت نسبتها 16.1 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي مقابل 3 % للولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو). وذكرت المنظمة العالمية للملكية الفكرية أن شركة هواوي الصينية تقدمت بأكبر عدد من براءات اختراع العام الماضي للسنة الرابعة على التوالي، تليها شركة سامسونغ من كوريا الجنوبية.
وصرح دارين تانغ المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية بأن ارتفاع عدد طلبات براءات الاختراع كان جزءاً من توجه طويل الأمد تبنته قارة آسيا بشكل عام، حيث قامت كل من جنوب كوريا وسنغافورة وماليزيا بتقديم عدد أكبر من الطلبات العام الماضي.
وعلى عكس الأزمة المالية التي حدثت عام 2008 عندما انخفض عدد طلبات براءات الاختراع بشكل حاد ارتفع إجمالي الطلبات المقدمة عبر نظام الويبو بنسبة 4 % في 2020 ليصل إلى رقم قياسي جديد على الرغم من التباطؤ الذي نتج عن تفشي جائحة كورونا. وصرح تانغ: «إن التوجه السائد هو مواصلة المرونة في الابتكار والاختراع، ما يعني أن العالم يحتاج إلى المزيد من الابتكارات والإنتاج في أثناء الأزمات».
من وجهه نظري هناك من يرى بأن الصين هي القائد الاقتصادي في الفترة القادمة لكونها تفوّقت في العديد من الصناعات والمجالات على العالم وعلى أكبر اقتصادات العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية وآخرها تسجيل أكبر عدد في براءات الاختراعات لكن في الجانب الآخر يرى الكثير من المحللين الاقتصاديين والمهتمين في مجال الاقتصاد والتكنولوجيا بأن الصين لم تحقق شيئاً في مجال الابتكار والإبداع لكونها من وجهة نظرهم بأنها تنتج على مبدأ التقليد وسرقة أفكار ومنتجات شركات الدول الكبرى في الصناعة والإنتاج مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا واليابان وغيرهم.
لكن في النهاية تحليلي المتواضع يقول بأن الصين استطاعت أن تتفوَّق على نفسها ليس لأنها قامت بتسجيل أكبر عدد براءات اختراع، إنما لكونها سباقة في غزارة الإنتاج وتصدير منتجاتها الكبيرة والضخمة التي لا حدود لها للعالم. مؤخراً أجريت لقاء عبر تقنية الاتصال المرئي مع أحد رواد الأعمال البحرينيين والذي سافر إلى الصين لعدد يفوق 20 مرة، حيث قال لي معلومة صادمة عن ضخامة الإنتاج التي تمتلكها الصين، حيث قال ذكر لي خلال اللقاء: «أخي العزيز إن المنتجات الصينية التي تمتلئ بها أسواقنا ومحلاتنا التجارية لا تُباع في الصين وإنما هي فقط للتصدير.. إن منتجاتهم الخاصة لا تصدر وهي غير قابلة للتصدير، حيث إنها فائقة وعالية الجودة وتضاهي منتجات الدول الكبرى وهي فقط للشعب الصيني لا غير!».