رقية سليمان الهويريني
بات سماع أصوات نباح الكلاب المزعج والمُخيف وقت النوم مألوفا في بعض أحياء عاصمة المملكة (الرياض) في ظل تكاثرها بشكلٍ ملحوظ، وأصبح من المعتاد مشاهدة عراك شديد وشرس بين قطيعٍ من الكلاب الضالة التي تتجول بالأحياء في بعض مناطق المملكة مُسببةً رُعبًا وخوفًا لدى السُكان، خصوصًا بعد فاجعة الرياض الأخيرة التي راح ضحيتها طفلة بأنياب كلاب مفترسة. وأجزم أن الكثير قد سمع عن تلك الحادثة المؤلمة التي هزت الرياض مؤخرًا حيث نهشت خمسة كلاب ضالة طفلة لا يتجاوز عمرها أربع سنوات في مشهد مأساوي أمام أسرتها التي حاولت بكل الوسائل إنقاذ الموقف؛ إلا أن الأجل وافاها تحت مخالب شرسة، لا تفرق بين الإنسان والحيوان.
ولمزيد من الإنصاف؛ فإنني لا أحمّل أمانات المدن ولا بلديات المحافظات المسؤولية وحدها برغم ضرورة حصر كافة المواقع التي تنتشر فيها الحيوانات الضالة التي يحتمل منها صدور الأذى والاعتداء على الناس، والتي تصول في الشوارع ولو لم تكن ضارية بما فيها الكلاب والقطط، واتباع إجراءات صارمة من بلديات الأحياء بالقضاء على تلك الحيوانات بالطرق الآمنة، بقتل المسعورة منها وإبعاد غيرها عن المدن، والقيام بتدابير مناسبة للتقليل من تزاوجها من خلال حقن بعض الذكور بهرمونات دائمة لمنع الرغبة بالتزاوج وتقليل الإنجاب. ووجوب توفير أراض لإقامة مركز إيواء وملجأ للحيوانات وتعقيم بعضها وإطلاقها في أماكن خارج المدن لضمان عدم الإخلال بالتوازن البيئي الطبيعي.
وأحمل جزءا من المسؤولية للمواطن الذي يتسبب في تسمينها وتكاثرها، فالمشاهد حاليًا رمي بقايا الأكل في الحدائق المهجورة والأراضي البيضاء داخل الأحياء السكنية وأمام الاستراحات وقاعات الأفراح مما يجلب الكلاب والقطط وكذلك الحمام الذي يتسبب أيضا بتشويه المنازل بقاذوراته.
وعلى أمانات المناطق وبلديات المحافظات والأحياء توعية المواطنين بعدم إطعام الكلاب داخل المدن نهائيا وفرض غرامات على ذلك لتحقيق أقصى درجات الأمن الاجتماعي.