د.عبدالعزيز الجار الله
هل عدّلت وزارة التعليم من توجهاتها: التحوُّل الشامل للتعليم عن بعد؟
أم هي تجري مراجعات لهذه السياسة وتدمج أفكارًا عدة ومناهج وأساليب تعليمة، هي:
- التعليم التقليدي.
- التعليم الإلكتروني.
- التعليم عن بعد.
تدمج هذه الأساليب من التعليم في محور واحد؟
الذي أثار هذا السؤال نشاط وزارة التعليم في افتتاح واستحداث مدارس جديدة على مستوى المملكة، كان آخرها: افتتاح وزير التعليم د. حمد آل الشيخ يوم الاثنين الماضي 101 مشروع تعليمي بالمدينة المنورة، منها 60 مركزًا للطفولة المبكرة، ومعالجة 41 مشروعًا متعثرًا.
فكان من الأفضل إنجاز هذه المشاريع قبل هذا التاريخ؛ لأن بعض المشاريع المتعثرة في المملكة يعود إلى تاريخ عام 2010م، وما زالت بعض المشاريع متعثرة حتى الآن ومتوقفة على البناء الأسمنتي، وتشكل أخطارًا على الأحياء السكنية، ومكانًا ومأوى لأصحاب الجرائم والمخالفين والتجارة الممنوعة. فما تم في المدينة المنورة من افتتاح ومعالجة المشاريع المتعثرة هو عمل يحقق أهدافًا عدة، وفرت المدارس وانتشارها، وأيضًا إغلاق المباني أمام الأعمال المخالفة، ووضع الأحياء السكنية في هيئة جمالية أفضل دون التشوه البصري.
لن تخسر وزارة التعليم ووزارة المالية من استكمال المباني المتعثرة، أو إحداث مبانٍ جديدة، لأنها ضمن أملاك الدولة التي يستفاد منها بعد استغناء التعليم عنها لتكون مباني عوضًا عن المباني المستأجرة التي تكلف الدولة سنويًّا ملايين الريالات، لكن تتطلب تصاميم متوافقة مع البيئة التعليمية، ومع إجراءات التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني، ومع احتياجات القطاعات الأخرى.
هذا يدعونا إلى النظر إلى مجمعات مدارس في وسط المدن في الرياض وجدة والدمام ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومقار عواصم المناطق؛ إذ ارتحل السكان من المواطنين وعائلات غير المواطنين إلى أحياء ومخططات جديدة، وهجرت المدارس في وسط المدن وهي في حالة جيدة، وقد كلفت خزانة الدولة المليارات خلال عقود، وبقيت مغلقة ولم تستثمر تجاريًّا رغم وقوع بعضها على طرق وشوارع رئيسة، كما أنها لم تدخل ضمن خطط وبرامج اقتصاديات التعليم.