أيتها المرأة التي تقرأ ما أكتبه الآن ..
أنا قادم من رجوعي إليك ..
قادم من غيابك عني ..
يا ربة الوقت الضائع ..
اسكبي على جنة شعوري .. فيض نارك وجحيمك..
افتحي لي باباً في فردوسك ..
أو افتحي إن شئت ضريحاً لصوتي وصمتي ..
أو افتحي إن شئتِ فراغاً ما ..
اهتكي صبري وبددي أعصابي ..
دونك ..
بقدرة من يستطيع .. أو برحمة من يشفق ..
فلم يصرخ أحد قبلي بهذه الجرأة ..
خذيني دون هوادة ..لا أريد أن يبقى مني شيئاً..
أريد أن أفنى .. ذاتي .. فيك ..
أريد أن أحيي صوفية الجسد والروح ..
دعيني أوجد ذاتي فيك ..وأفعل فنائي في وجودك ..
دعيني أصنع ما لا يصنعه لك غيري في هذا العالم ..
أريد أن أنضو كل أنفاسي ونبضي وأسكبها في صدرك ..
اتركيني أمتلئ بك .. وأملؤك ..
اتركيني أموت فيك ..
وتحيين .. في فنائي ..
* * *
من الغائبين إلى الغائبين :
منذ غابوا لا مكان للقاء ..
إلا المنام ..
بثياب نظفية ..
وأردية حريرية ..
وموائد بخور ..
وذقون حليقة وأخرى مشذبة ..
وياقات منشاة..
تليق بالمواعيد العاطفية..
بسرب خيالات خلف لجج الصحو..
ومهج تهفو ..
وأمانٍ .. شدت عليها الرزايا أكاليل الشوك ..
ينتظرونا كل يوم ..
* * *
يعاتبون عيوننا .. إن تأخرت عن الغفو ..
ويحزنهم أن يلمسوا فيها أول الإصباح ..
* * *
يريدوننا أن نبقى هناك .. لشدة ما يعانون من الملل ..
بينما نتذرع لهم بمعاركنا اليومية الصغيرة ..
كي نغادرهم الى الحياة ..التي لا نفعل فيها شيئاً سوى تمني العودة حيث كنّا ..
ننام لنستيقظ بكامل انتظارنا في احلامهم .. ونعود مخفورين الى لذاتنا البكر ..
* * *
هل نحن من نصحو لنلتحق بهم ..
أم أنهم ينامون لينضموا إلينا ..
* * *
كلنا غائبون ..
عنهم ..
وعنّا ..
وينقصنا موت واحد يشمل شمل العائلة ..
( في الذكرى الثامنة عشرة لرحيل والدي )
** **
- أسعد الحسين