كي تعمّر كنسر الحكايا
ورخّ الأساطير وتنام قرير العين
كتمساح البحيرات الجليدية
كن لا مباليا....
فإذا مرت بقربك جنازة
انفض ترابك من فوق كتفك وقل
سيحثون التراب على جبهتي ذات يوم
فلم إذن كل هذا الفزع وهذي الترانيم
وإذا مرّ بك موكب عرس قل يااااكم نرجس
سيسفح العشّاق عند أقدام اللّقاء
وكم من ليل طويل ينتظر خيباتهم....
أما إذا جاءتك سيرة الحب
قل فقط هي حيلة لكتابة الشعر
او ربّما عاشق سيخلّد اسم حبيبته الميتة
بين ثنايا سطور
لن تقرأ إلا بمحض الصدفة...
فإذا أزعجك أصحاب المقام بلوثات الخطاب
والجسور الواهمة التي يبنونها في رؤوس الفقراء
والحقول التي ينخرها السوس والجواسيس التي تخور
كالجواميس في الأراضي البور
قل ليسو من البقرات الصفراوات التي تسرّ الناظرين
فلم إذن نشرب في قلوبنا هذا الخوار ....
كي تعبر بسلام ولا تثير فضول أحد
كن بارد كقارورة غاز
بلا ألوان كجريدة قديمة
بلا طعم كخبز الحروب
ولا نكهة في كفيك كمن صافح ميتاً
لا تقرأ أخبار أحد لأن لا شيء صادق فيها إلا النّعي
حتى النّعي مكذوب أحيانًا
بفصّلونه على مقاساتهم
يجحدون موت الطيور والفلاحين والجنود
في الحقول البعيدة
ويطبّلون لموت النياشين والأرصدة المتخمة
لهذا مزق صحفهم واقرأ أشعار لوركا
ونيرودا ودرويش
واقرأ ما يكتب السوس على الجذع
وما ترسمه الطيور من دوائر في الفضاء
لا تنس أيضا أن تفهم تفاصيل رحلة النمل
قبل أن تدوسه أقدام العابرين.
** **
فوزية العلوي - (تونس)