«الجزيرة الثقافية» - محمد هليل الرويلي:
المتابع لمسيرة المشرف العام على (مجلة الجوبة) رئيس النادي الأدبي الثقافي بالجوف - سابقًا - الأستاذ (إبراهيم موسى الحميد) يشير فورًا لميزتين عُرف وبرز فيهما الحميد بشكل لافت - إلى جانب تألق مجلة الجوبة في مسيرة المجلات الأدبية ليس على المستوى المحلي وحسب إنما راهن في التحليق بها، يستطيب ذائقة المبدعين في كافة مناطق المملكة، بمكانة يحفل ويحتفي في النشر في أقسامها الإبداعية وتبويبها الخلاق «الأدباء والمثقفون» السعوديون ومبدعو العالم العربي
1– إذ جعل من منصة «أدبي الجوف» بوصلة يحرص للتأشير عليها شمالأ المبدعين، إضافة لسعيه التنموي الحثيث فلا تكاد تجد محفلاً للحديث عن جانب تنموي.
2 - يخض المنطقة ولا مناسبة تضم المسؤولين إلا وتجد إبراهيم الحميد يحمل معاريضه ويقدم رؤاه التنموية والحضارية في جوانب الصالح العام. في هذه الزاوية استضفناه للحديث حول عدد من القضايا الأدبية والثقافية..
نشر الوعي والوصول إلى المبتغى
أوضح رئيس تحرير مجلة الجوبة ورئيس أدبي الجوف – السابق الأستاذ «إبراهيم موسى الحميد» أن الحاجة الماسة إلى وجود المجلات الثقافية لا تزال قائمة لإسهامها في نشر الحركة الفكرية والحوارات الجادة التي تعكس الوعي في أي بلد، إضافة لما يجده المبدعون والباحثون والنقاد - من مرادهم - في أعدادها التي تصدرها، وقال: من واقع تجربتنا نجد أن هناك حاجة ماسة إلى المجلات الثقافية، لما لها من دور كبير في نشر الوعي والإبداع، والدراسات النقدية، والمقالات الثقافية والحوارات الأدبية والفكرية الجادة، ولما توفره هذه المجلات من معلومات واستقطاب للعمل الثقافي وإثراء للمشهد بشكل عام، حيث يجد المهتمون فيها مرادهم في المواد الإبداعية والثقافية بما يشكل الطيف الثقافي الذي تعبر عنه، إذ يستطيع المتابع والقارئ والدارس الوصول إلى مبتغاه في متابعة الحراك الثقافي في عدد واحد أو في جملة من الأعداد، كما أن المجلة تستطيع أن تكون سفيرة تعبر عن المكان وعن البلد الذي تصدر عنه، ولا يزال المثقفون والقراء في العالم العربي يحتفظون بالتقدير لمجلات ثقافية طالما أثرت الساحة الثقافية: كالهلال من مصر والآداب من لبنان والكرمل من فلسطين والعربي من الكويت وغيرها حيث امتلكت القوة الناعمة في دلالتها وتعريفها بوطنها الذي تصدر عنه.
وعن تجربة رئاسته وإسهامات «مجلة الجوبة» الصادرة عن مركز السديري الثقافي، قال: حظيت «مجلة الجوبة» بمكانة جيدة في عالم المجلات الثقافية المحلية والعربية، رغم حداثة صدورها ووجود العديد من المجلات التي سبقتها، نظرًا لما وفره لها مركز عبدالرحمن السديري الثقافي من حرية في اختيار الموضوعات والملفات واستقلالية في إدارة عملها مما مكنها من الحصول على ثقة القراء والكتاب، مع إتاحة الفرصة لمختلف التوجهات الفكرية والثقافية للوصول إليها والنشر فيها أو نقد محتواها من خلال مختلف وسائل الاتصال والتواصل.
ورغم التحديات التي تواجه العمل الثقافي، وانحسار الكثير من المجلات الثقافية إلا أن الجوبة استطاعت أن تبقى مضيئة في سماء الثقافة السعودية والعربية، لإيمان القائمين عليها بأهمية العمل الثقافي والدور الذي تؤديه الجوبة في خدمة الثقافة العميقة التي تعبر عنه كمجلة ثقافية لها من يهتم بها ويحرص عليها، في زمن وسائل التواصل الاجتماعي والثقافة السريعة، وهو تحد كبير نرجو أن تتمكن المجلة من تجاوزه وتحديه.
وزاد: إذا أرادت المجلات الثقافية العربية البقاء مع هجمة هذه الثقافة السطحية والثورة الاستهلاكية فإنها لا بد وأن تتحلى بدرجة يقظة عالية بدورها وأهميتها في تشكيل الوعي الثقافي جنبا إلى جنب مع الصحافة الثقافية التي تمثلها الصحافة اليومية التي تصارع هي الأخرى في سبيل البقاء.
الجوبة رهان الثقافة محلياً وعربياً
لقد حرصت (مجلة الجوبة) الثقافية منذ بداية انطلاقتها على تأكيد مكانة الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية، وكانت الملفات والمحاور الثقافية التي تنشرها في كل عدد تأكيدا على حضور الأدب السعودي بشكل بارز إلى جانب مشاركات المثقفين والأدباء العرب في المجلة من المحيط إلى الخليج، وسيلاحظ المتابع أنه منذ أن قرر (مركز الأمير عبد الرحمن السديري الثقافي) إعادة إصدار مجلة الجوبة، فقد راهنت المجلة على حضور الثقافة المحلية والعربية، وأصبحت الجوبة منبرًا ثقافيًا بارزًا في عقد الصحافة الثقافية المحلية متوجهة إلى الجميع متخصصين وقراء.
وتابع الحميد: قد دأبت الجوبة على إبراز المسيرة الأدبية والإنتاج الثقافي للعديد من المثقفين والأدباء السعوديين بشكل مفصل، ولذا فقد خصصت ملفات ومحاور لأدباء ومثقفين من مختلف مناطق المملكة وكذلك لأعيان الأدباء في منطقة الجوف وكان الاهتمام بهم أحد أهداف المجلة الأساسية، فهي تنشر على مدار أعدادها دراسات معمقة ودراسات نقدية، وتحاول الجوبة على مدار أعدادها إثراء الذائقة الإبداعية للقراء والكتاب وتحقيق تطلعاتهم في مجلة ثقافية إبداعية تضم شتات أفكارهم ورؤاهم ودراساتهم محاولة تحقيق أقصى درجات الطموح الذي يتوقون إليه.