الجزيرة الثقافية - حاورها: جابر محمد مدخلي:
وفاء الحربي أو كما اعتادت أن تسمّي نفسها «غولبهار مهشيد»، جاءت القصة إليها فأيقظتها وحملتها إلى عوالم الخيال، والواقع، والذاكرة المسرودة أمامها، لتتخير منها ما يشعرها بأنها كتبت شيئًا مفيدًا وبذات الوقت مؤثرًا.
قرأتُ جميع أعمالها ولم أتخيل أنها اشتهرت في البدء بالأوساط الاجتماعية أكثر منها بالأوساط الثقافية؛ وكأن لسان حالها يقول لنا: المجتمع القارئ هو مجتمع مثقف بالدرجة الأولى وليس بالضرورة أن يكون ناقدًا. واليوم تلتقيها الجزيرة الثقافية لتسلط الضوء على تجربتها.. فإلى نص الحوار:
- عُرِفت وفاء الحربي في البدء قاصة في الأوساط الاجتماعية أكثر من الأوساط الثقافية؛ ما سبب ذلك برأيكم؟
= خواص المرحلة! طغيان وسائل التواصل الاجتماعي وانفتاحها الواسع حينها منحني الفرصة لأحصد عدداً كبيراً من القراء في وقت قصير، دون قيود.
- هل ترين أنك صاحبة مشروع قصصي إبداعي متواصل أم أنك تكتبين لمجرد الموهبة، والكتابة فحسب؟
= أكتب لمجرد الموهبة؛ لأنني أؤمن بفرضية أن الكتابة إلحاح فهي تأتيني من تلقاء نفسها، ولا تستجيب للاستدعاء؛ لذا لا أظن أنني أستطيع الكتابة تحت الطلب أو تلبية لمتطلبات مشروع ما.
- من خلال تلقّيكم آراء ووجهات نظر القراء فيما كتبتموه ما الذي أثّر بتجربتكم طوال إصداراتكم القصصية الأربعة حتى الآن، القارئ أم الجماهيرية؟
= كأنك تقول القهوة أم الشاي! في مجتمع اعتاد أن يقدم القهوة في الضيافة على الشاي على الرغم من أنه ليس كل الضيوف يفضلون القهوة! الجماهيرية هنا سبقت القارئ ليس تفضيلاً بل لظروف المكان الذي انطلقتُ منه ككاتبة.
- هل تعرضين أعمالك القصصية على خبراء في القصّة، أم تكتفين بنشرها لتلقي الآراء كيفما تجيء؟
= لا، أكتفي بالنشر فقط، وأصبحت مؤخراً أجيد الفصل بين الرأي والنقد؛ فالتعليقات غالباً ما تكون آراء مبنية على الذائقة إعجاب أو عدم إعجاب، وأحياناً سوء فهم للنص وأحياناً تأويلات جميلة جداً تأخذ النص إلى فضاء واسع استمتع بها جداً وأمتنّ لأصحابها.. إنما نقد تفصيلي من متخصصين لم يحدث بشكل علني.
- هل ترين أن ما تقدمينه من قصص بحجم تغريدة قادر على إثبات جودتها مستقبلاً لتغدو باباً يطلق عليه أدب تويتر القصصي؟
= أكتب القصة القصيرة جداً، والقصة الومضة، وهي موجودة في الأصل كفن أدبي مستقل، تويتر فقط مجرد قالب شبه مناسب للنص القصصي بعدد حروفه المحدودة، وعنصر التكثيف المطلوب في القصة، إضافة إلى سهولة الوصول إلى القراء، سمح لهذا الفن الأدبي بأن يثبت وجوده.
- ما السر الخفي وراء استخدامكم وتعلقكم باسم «غولبهار مهشيد»؟
= اسم مستعار بدأت الكتابة به، ولم أستطع الانفصال عنه! وهو مزيج ثنائي بين حضارتين تعكسان الربيع وضوء القمر.
- هل تلتفتين للنقد والنقاد وتعملين بتوجيهاتهم ورؤاهم أم أنك الناقدة لأعمالك قبل وبعد نشرها؟
= لم أتلق نقداً من متخصصين حتى اللحظة، كل ما أتلقاه آراء منبعها الذائقة أو اجتهادات، آخذها كلها على محمل الجد وأعمل بما أراه صالحاً، المشكلة في تويتر أنه يسمح لأطراف أخرى أن تقحم نفسها في حوار أدبي بين أي شخصين يناقشان نصاً أدبياً فيتشعب الحوار حتى يصل إلى نهاية مسدودة.
- هل الواقع الاجتماعي جزء من قصصك أم الخيال وحده الرافد لها ؛ حيث إني لاحظت أسلوب الواقعية حاضراً بجميع أعمالك؟
= يمكن وصف قصصي بأنها واقعية لدرجة المساس بخواص الخيال، تبدو خيالاً عند القراءة الأولى، وبعد الانتهاء من القراءة الثانية يتضح أنها واقعية للحد الذي يُشعر القارئ أنني بطل القصة وربما يربط أحداث القصة بأحداث قصة أخرى ليؤكد هذا الظن.
- هل تتوقعين يومًا ما نقل تجربتك من القصة القصيرة إلى العمل الروائي؟
= لا، لا أظن، ثم لماذا هذا الإصرار على أن القصة يجب أن تكون بوابة عبور لكتابة الرواية؟
j.madkhali2009@gmail.com