زكية إبراهيم الحجي
الأصل في تطور المجتمع هو العلم والعمل وتطبيق الخبرات والتجارب من جانب أبناء الوطن وما اكتسبوه من علم ومعرفة من أجل المشاركة في بناء الوطن والتقدم به عالياً ليكون له شأنٌ ومكانة بين الدول المتقدمة.. وعادة ما تتم الإشارة إلى إتاحة الفرص لشباب الوطن من الجنسين لإبراز قدراتهم وطاقاتهم الإبداعية في شتى المجالات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.. فالشباب هم حجر الأساس ودورهم دور حيوي وفاعل في تطوير المجتمع وتحقيق أهدافه التنموية في مختلف المجالات دون استثناء.. لذلك ركزت رؤية المملكة 2030 على الإبداع والابتكار والاهتمام بالتقنيات المتطورة وتشجيع وتحفيز شباب وشابات الوطن على منظومة الإبداع والابتكار حيث إن احتياجات اليوم هي استراتيجيات الإبداع والابتكار فهما القلب النابض للنمو الاقتصادي في ظل تصاعد العلاقة بين التكنولوجيا وتوافر المهارات التقنية لدى جيل العصر الحديث.
وإذا ما عاد بنا الزمن إلى ما قبل العصر الرقمي نجد أن كثيراً من الباحثين والعلماء القدامى كانت لهم مساعٍ مستمرة للكشف عن مواطن ومكامن الإبداع والابتكار والعوامل المكونة لها.. إلى جانب دور الأسرة والبيئة المحيطة والمدرسة والتربية والعمر وقد اتضح من خلال محصلة النتائج أن منظومة الإبداع والابتكار هي إحدى الخصائص المميزة للاقتصاد المرتكز على المعرفة.. اليوم وفي ظل عصر التميز الرقمي والتقنية المتجددة ازداد حجم توظيف المعرفة في جلِّ الأنشطة الاقتصادية وكان للإبداع والابتكار دور بارز كمحرك للنمو والرقي والازدهار في الميدان الاقتصادي وكمحور أساسي لخطط التنمية واستراتيجياتها.. ونظراً للبعد الاقتصادي للابتكار والإبداع التكنولوجي فقد أصبح الصراع بين الدول يرتكز على المنافسة في تبني الابتكارات وتحويلها إلى تطبيقات عملية وهو ما جعل الدول تُسابق الزمن لتنمية قدراتها التكنولوجية وتأتي المملكة العربية السعودية في مقدمة هذه الدول التي سعت وما زالت تسعى لتعزيز وتفعيل دور الإبداع والابتكار في الاقتصاد وإلى تبني مبادرات وابتكارات الشباب من الجنسين.. وتوفير رؤوس الأموال اللازمة تحفيزاً ودعماً لتحويل كل ابتكاراتهم وإبداعاتهم إلى تطبيقات عملية يُستفاد منها سواء على مستوى المؤسسات الحكومية أو المؤسسات الخاصة.. لذلك ليس غريباً أن تحقق المملكة العربية السعودية مرتبة متقدمة في مؤشر الابتكار العالمي حيث حلت في المرتبة 66 في مؤشر الابتكار العالمي من بين 131 دولة لعام 2020م.
إن التطور المستمر والبقاء في القمة معادلة تقوم على ركائز ثلاث.. الفكر الوقاد المطلع والأساليب المبدعة في مهارة الابتكار والإدارة الخلاقة.. وتعد هذه الركائز الثلاث من أهم السمات التي يجب أن تتمتع بها الشخصية المبدعة لما لها من دور فعال في تعزيز القدرة على التفكير والتحليل وصولاً إلى مهارة الابتكار ابن المبادرة والمجازفة والمفاجأة ومفتاح النمو الاقتصادي غير التقليدي.