د. عبدالرحمن الشلاش
يطرح بعض البسطاء أو غير المدركين لعواقب الأمور أو المغيبين تساؤلات عن ما يجري على أرض اليمن الشقيق من أحداث، ولماذا أمر اليمن مهم لدول المنطقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية؟ وبطرح ساذج لماذا لا يترك الوضع في اليمن لأهلها ليحلّوا مشكلاتهم إلى غير ذلك من أسئلة تدل دلالة قاطعة لا تقبل الشك أن هؤلاء لا يعلمون ولا يدركون وإنما يحاولون تسطيح هذه الأزمة الكبرى التي خلقها استيلاء المليشيا الحوثية على السلطة واغتصابها من السلطة الشرعية، وليت الأمر توقف عند هذا الحد لا، بل تعداه لدخول عنصر أجنبي حاقد مدجج بأجندة خبيثة تستهدف تهديد أمن دول الجوار ومنها السعودية ونقل المسألة إلى أيديولوجيا بهدف الاستيلاء على المقدسات وتصدير الثورة الخمينية الرخيصة.
دخول العدو الفارسي هو الخطر الداهم، واستيلاء أذناب المجوس على الحكم في بلد عربي مجاور يعني فتح ثغرة عميقة ستكون -لا قدَّر الله- مصدر تهديد دائم لا يتوقف وسيحول المنطقة إلى رقعة ممتدة من الجحيم المستمر ولنا فيما يحدث في العراق وفي سوريا وفي لبنان من أوضاع غير مستقرة من جراء تدخل إيران السافر عبرة وعظة! فهل يترك لهم اليمن لتكتمل الحلقة والطوق؟
لذلك أدركت حكومة المملكة ودول التحالف خطورة هذا الأمر مبكراً وأن لا سبيل للسلام والاستقرار إلا بعودة حكومة الشرعية اليمنية.
الشعب اليمني يدرك خطورة بقاء الحوثي وأن وجود هذه الطغمة المتخلِّفة سيكون سبباً لنوم اليمن سنوات طويلة في رداء الجهل والتخلّف والتقهقر. من هذا المنطلق هبَّ الشعب في مأرب وتعز وغيرهما مع مساندة التحالف في وجه عدو الجميع الحوثي البغيض.
سيدرك الجميع ولو بعد حين عندما يتحرَّر كامل تراب اليمن -بإذن الله - أن لهذه الحرب على الحوثيين أقوى المبررات ولو حدث أي تخاذل أو تقصير ربما كان ثمنه باهظاً، وأن القضاء على أي وجود إيراني هو السبيل للسلام الدائم أمام عدو كريه وحقود لا يركن أبدًا للسلام.