حمد بن عبدالله القاضي
نحن بحاجة لبلورة صورة وطننا ومواطنينا بالوجه المشرق والحقيقي. لكن مع الأسف نجد البعض بوسائل الإعلام: مواقع تواصل وصحافة وبعض الفضائيات يضخم حالات قليلة لبعض الحوادث وخاصة في التعامل مع العمالة والمنزلية تحديدًا ويسيء لأبناء الوطن فيما يطرح، حيث يصل إلى وسائل الإعلام الخارجية ويتم الحكم على المواطن من خلالها وكأن سمة المواطنين العنف والإساءة.
بينما مئات الحالات المضيئة بالتعامل معهم وآلاف العطاءات المشرقة لأبناء وبنات الوطن يتم تناولها على استحياء، وربما لا أحد يذكرها ويبرزها لتتبلور أمام الشعوب خارج وطننا وتصل لوسائل الإعلام الغربي وغيرها.
وأتفق مع أ. محمد الأحيدب بطرح هذه القضية المهمة بمقاله النابع من حسِّه الوطني بصحيفة الرياض: لماذا نتجاهل القدوة؟
إن التضخيم للحالات النادرة بالتعامل مع العمالة يعطي انطباعًا سيئًا يتناقله الإعلام الخارجي ويسيء للشعب السعودي، بينما هي حالات قليلة تحصل في كل مكان وبلد ومن أي جنس وجنسية.
ليتنا جميعًا نعمد لمنجزات المتميزين من أبناء وبنات الوطن فنعمل على بلورتها والكتابة والحديث عنها بكافة المنصات الورقية والرقمية والفضائية ليتم تناقلها لتصل للإعلام الخارجي بكل أطيافه فتطلّع شعوبها على إسهامات الوطن وأبنائه وبناته بالمنجز الحضاري والعلمي بهذا العالم، وبالتالي نمسح الصورة المشوّهة لدى بعض دول العالم عنّا وعن وطننا.
* * *
= 2 =
نحن وهزيمة رغباتنا!
* هناك (رغبات) (كثيرة وعديدة في هذه الحياة يريد الإنسان أن يظفر بها، بعضها مشروع فيسعى إليها المرء حسب قدراته وإمكاناته فيحققها أو على الأقل يجد الارتياح بمجرد سعيه إلى تحقيقها.
وهناك رغبات يدفنها الإنسان في مقبرة ذاته، إما لأنها رغبات غير مشروعة.. فيبتعد عنها بفعل وازع الخوف من الله أولاً ثم رادع الضمير ثانياً..!
ومثل هذا الإنسان مهما شق على نفسه هو في -نهاية الدرب- المنتصر بهزيمة رغباته.
إذ هو لم يحصد ذنباً ولم يرث ندماً..!.
وتطوف في ذهني كلمة رائعة تكتب بقطرات المطر لرجل صالح من السلف يقول فيها:
(تعب الطاعة يذهب ويبقى ثوابها، ولذة المعصية تذهب ويبقى عقابها).
أجل..
ما أصدق هذه الكلمة..
ولو تأملها الواحد منا لوجد الحقيقة تتجسد في كل حرف من حروفها..!
ويظل خيار التوجه إلى الفضائل والأعمال المضيئة هو الذي يغسل أخطاء الماضي ويمسح ندمها.
ولا يبقى -بعد كل ذلك- سوى متعة الفضيلة التي لا تزول أبداً.
* * *
= 3 =
آخر الجداول
* للشاعر يحيى توفيق:
(على وطني أوقدت روحي شمعة
وأوقدتها حباً يضيء ومجمرا
وأفنيت فيه العمر أفديه عاشقاً
وعانقته صخراً وقبلته ثرى)