عبدالله العمري
منذ سنوات طويله جداً والتحكيم لدينا قضية لم تنته أبداً بسبب فداحة الأخطاء التي ارتكبها معظم الحكام السعوديين في العديد من المنافسات والمسابقات الكروية، وبعض هذه الأخطاء أخطاء كوارثية ولا يمكن أن تغتفر أو تجاوزها والسكوت عنها.
وعلى الرغم من التغيرات الكبيرة التي مرت على لجنة الحكام الرئيسة في الاتحاد السعودي لكرة القدم إلا أنهم جميعاً فشلوا في مهمتهم بسبب أخطاء بعض الحكام الكوارثية، بل على العكس في كل موسم تزداد شكاوى مسئولي الأندية من هذه الأخطاء التي كلفت أنديتهم خسارة العديد من المباريات المهمة.
وبعد أن اعتمد الاتحاد الدولي (فيفا) تقنية var والسماح بالرجوع لها في الحالات التحكيمية التي يصعب على الحكام مشاهدتها بسهولة، أصبح هناك تفاؤل كبير لدى الشارع الرياضي في أن تسهم هذه التقنية في تطوير مستوى الحكام والتقليل من أخطائهم، فالهدف الأساسي من وجود هذه التقنية هو مساعدة الحكام في التقليل من أخطائهم التقديرية التي يتخذونها بسرعة في المباريات.
والاتحاد السعودي لكرة القدم من أوائل الاتحادات الرياضية في العالم التي سمحت بدخول تقنية var إلى ملاعبنا وجهزت كافة الملاعب السعودية التي تقام عليها المباريات الرسمية لتشغيل هذه التقنية فيها، وهي خطوة بلا شك تحسب لاتحاد الكرة الذي لا يدخر جهداً في سبيل الارتقاء بالرياضة السعودية بكافة اتجاهاتها بما فيها التحكيم ولجانه.
لكن يبدو أن بعض الحكام السعوديين لا يمكن أن يتطور مستواه التحكيمي حتى مع وجود تقنية var التي تسهل مهمة أي حكم حتى وإن كان حكماً مبتدئاً، ومهما قدم له من دعم وتسهيلات وقتلوا بذرة التفاؤل التي كانت موجودة لدى الجميع.
ولعل جملة البيانات التي أصدرتها معظم إدارات أندية دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين التي أبدت فيها امتعاضها الشديد من تكرار وفداحة الأخطاء التي يرتكبها الحكم السعودي في معظم قراراتهم حتى مع رجوعهم لتقنية var بسبب أن بعضهم ما زال غير قادر على اتخاذ القرار السليم والمنصف للفرق رغم وضوح معظم الحالات التحكيمية وسهولتها، وكان آخر هذه الأخطاء ما ارتكبه الحكم خالد صلوي ضد نادي الشباب في مواجهته الأخيرة أمام الاتحاد التي خسرها الشباب وفقد بسببها صدارة ترتيب الفرق، مما جعل الإدارة الشبابية تصدر بياناً تؤكد فيه أنها ستستعين في مبارياتها المتبقية بطواقم تحكيم أجنبية من أجل المحافظة على حقوق ناديها.
وجود مثل هؤلاء الحكام وعدم مقدرتهم على تطوير أنفسهم أضر كثيراً بسمعة الحكم السعودي وبدد كافة الجهود التي يبذلها الاتحاد السعودي لكرة القدم للارتقاء بمستوى الحكم السعودي في دورينا.