جدة - عائشة شيخ:
منحت حدائق الأحياء السكنية أجواءً من المتعة المجانية للعائلات، بعد أن وفرت لهم متنفساً آمناً وصحياً يبعد أحيانًا خطوات قليلة عن منازلهم، ويقدم لهم حلولاً متنوعة للاستمتاع، تتضمن كافة معايير السلامة اللازمة لأبنائهم.
تحظى الحدائق التي تنفذها الأمانات والبلديات بإقبال كبير من العائلات في مختلف مناطق المملكة، لما توفره من مناخ ترفيهي مثالي بمواصفات جيدة، فالحدائق تتوافر بها أشكال متنوعة من الألعاب الترفيهية للأطفال التي تم تصميمها وفق أعلى معايير الأمان بما يضمن عدم تعرض مستخدميها لأي مكروه, إلا أنها قد تتسبب في نقل فايروس كورونا بسبب عدم التباعد وتجمع عدد كبير من الأفراد من عوائل مختلفة في الموقع نفسه كما أنها إزعاج لعدد من العوائل من حيث الضوضاء وتجمع البعض من الشباب فيها، إضافة إلى عدم اهتمام السكان بها وإلقاء المخلفات فيها، وكذلك قد تكون مصدرًا لتواجد البعوض الذي قد يسبب بعض الأمراض.
تجمعات أسر مختلفة وعدم تباعد
أم هند سعيد من أحد أحياء جدة تذكر معاناتها في وجودها بحي به حديقة داخلية تقول: الحديقة ما هي إلا منظر جمالي في الحي، وهي سبب لتجمع الشباب والمكوث حتى ساعات متأخرة من الليل محدثين ضجة وضحكاً بأصوات عالية، الأمر المزعج في آخر الليل، كما يتجمع السكان فيها وقت العصاري ثم يذهبون تاركين الحديقة مليئة بالنفايات الأمر الذي يتسبب في تجمع الذباب ولا يتم تنظيفها إلا بعد حضور عامل البلدية في اليوم التالي.
وتؤكد أم هند أن هذه الحدائق قد تكون سببًا لانتقال فايروس كورونا كون الأهالي لا يتبعون الاحترازات، فالبعض لا يرتدي الكمامات ولا يحقق مبدأ التباعد، فإذا كانت المناسبات فقط عشرين شخصًا كيف نثق أن مرتادي حدائق الأحياء فقط عشرون، بينما أن ما تشاهده أكثر من ذلك.
متنزة للكلاب المنزلية
فيما قال أبو بكر عبدالله الحدائق تعطي منظرًا جميلاً وتبعث في النفس الراحة، ولكننا نفتقد في وجودها في الأحياء لوعي السكان بأهمية النظافة والحفاظ على ما فيها من العاب، وكذلك التباعد وارتداء الكمامات، كما أنها مصدر إزعاج، فأنا أتذكر خلال أيام الحظر أنها كانت ملاذًا للسكان للتنزه فترة غياب الأمن، والبعض يأتي بكلبه للتنزه في الحديقة تاركاً مخلفات الكلب في الحديقة الأمر الذي يتسبب في تجمع الحشرات والذباب.
أتمنى لو توضع كاميرات مراقبة للحفاظ على الحدائق أو منع السكان من التنزه فيها بحيواناتهم، كما يجب توعية السكان بأهمية نظافة الحديقة، وارتداء الكمامات مع الحفاظ على التباعد، الأمانات والبلديات تصرف الكثير للحفاظ على هذه الحدائق من عملية رش وتنظيف وصيانة، وبقي الدور على السكان التعاون في الحفاظ على هذه الأماكن.
أتنزه في وسط الأسبوع بسبب الاكتظاظ السكاني في الوكيند
بينما أعربت أم عمر الغامدي عن سعادتها لوجودها في حي راق بالقرب منه حديقة كبيرة جميلة تتميز بالنظافة مؤكدة أنها تتنزه فيها هي وأبنائها في وسط الأسبوع بينما لا تذهب للحديقة في آخر الأسبوع يومي الخميس والجمعة والسبت حيث تكون مكتظة بالسكان الأمر الذي لا يحقق التباعد بل قد يكون سببًا لانتشار فيروس كورونا، وأحيانًا يتجمع بها العمالة من السائقين والحراس للعب الكرة، ولكنها تعتبرها متنفسًا رائعًا للأهالي وسببًا في تجمع العائلة بعيدًا عن ضجة المطاعم.
وأخيرًا هذا في جدة، ولكن ما ينطبق على الحالة في حدائق جدة، هناك ما يماثله في الحدائق في جميع مناطق ومدن المملكة، والأمر يحتاج إلى مزيد من الرقابة، والمحاسبة، وتطبيق النظام، حتى يستفاد من الحدائق بمثل ما وضعت إليه، وحتى لا تكون سببًا ومصدرًا في نقل المرض بين مرتاديها.