عبدالرحيم أبوالمكارم حماد
شرق صنعاء حيث مدينة مأرب تدور حرب طاحنة معركة فرض الوجود والنفوذ، معركة تقرير المصير بعد أن قرر عبداللة الحوثي قائد ميليشيا جماعة الحوثي دخولها، والسيطرة عليها مدعوماً بإيران الإرهابية.
تلك المدينة التي تحدد مسار الحرب وتزيح الستار عن فصول المسرحية التي تتصاعد أحداثها تدريجيا أسبوعا يلي الآخر، لما تتميز بة المدينة من موقع مميز، وسيفتح سقوطها الباب أمام ميليشيا جماعة الحوثي لتوسيع نفوذها إلى كامل الحدود السعودية المشتركة مع اليمن..
الموقع الجغرافي المميز، والحلم الذي يراود الحوثيين وإيران من أجل السيطرة على مأرب، لما تتمتع به من ثروات نفطي ية وغازية كبيرة، جعلتها مطمعاً لميليشا الحوثي التي يمكن أن توفر لهم أموالاً وفيرة لتمويل حروبهم.
مأرب تلك المحافظة التي تشكل أهمية إستراتيجية عالية، حيث تعتبر القاعدة العسكرية الأولى والأكبر لقوات تحالف دعم الشرعية وحكومة الرئيس هادي، وتضم مقار وزارة الدفاع وقوات التحالف ورئاسة هيئة الأركان العامة وقيادتي المنطقتين العسكريتين الثالثة والسابعة التابعة لحكومة الرئيس هادي.
مأرب، تلك التي تتألف من 18 لواءً عسكرياً بينها وحدات دفاع جوي وساحلي، وفي مارس 2018 أضيف محور بيحان غربي محافظة شبوة لهذه المنطقة بقرار من الرئيس هادي، ويضم المحور اللواء 26 ميكا، اللواء 19 مشاة، اللواء 163 مشاة، اللواء 153 مشاة، اللواء 173 مشاة.
مأرب تلك المحافظة التي تتعرض لهجمات شرسة من ميليشيا جماعة حوثي وصمود واستبسال من الجيش اليمني الوطني مدعوماً من قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية استخدمت فيها الميليشيات الحوثية الإرهابية كل أنواع الأسلحة، بما فيها الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، ويحاول الحوثيون منذ عام ونصف السيطرة عليها قبل الدخول في أي مفاوضات سياسية محتملة، مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في ظل معاناة الشعب اليمني والكارثة الإنسانية التي يعيشها وتعالي الأصوات والتنديدات العالمية بحتمية وقف الحرب في اليمن والجلوس على طاولة الحوار والنقاش.
في اليمن الجريح تدور الحرب منذ أن أطاح الحوثيون بسلطة الحكومة في صنعاء آواخر عام 2014.
تلك الحرب الدائرة بين جماعة الحوثي وقوات الجيش الوطني اليمني مدعوماً من قوات تحالف دعم الشرعية خلفت وراءها مقتل الآلاف من الجنود والمواطنين العزل، كذلك تشريد الآلاف من المهجرين قسراً الذين شردتهم الحروب بعيداً عن ديارهم ومزارعهم، ويوجد الآلاف من الأيتام والمعاقين وتدمير البنية التحتية، نتيجة الحروب التي تمت بشدة بين المسلحين الحوثيين المدعمين من إيران والجيش الوطني اليمني، إضافة أيضاً محاولة إيران إيجاد موطئ قدم لها في اليمن العربي.
تلك الحرب التي خلفت وراءها أشد الكوارث الإنسانية في العالم نتيجة الممارسات الحوثية ومطامع النظام الإيراني الفاشي في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط وما ستتركه تلك الحرب من آثار سلبية على مستقبل اليمن واليمنيين.
لإنهاء الصراع، ودمويته، والقضاء على ميليشيا جماعة الحوثي، وجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بضرورة توحيد جهود الحكومة وكافة القوى اليمنية وتحديث الخطط لهزيمة الحوثيين واستكمال تنفيذ خطوات اتفاق الرياض، وذلك بعد أن اشتد الصراع بين الجيش اليمني وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في محافظة مأرب، ما استوجب على الحكومة اليمنية تحديث خططها العسكرية لدحر المتمردين.
في مدينة مأرب حيث حلم ميليشيا جماعة الحوثي وإيران الذي أصبح حلما يتبدد لهم ونهاية مذلة والفصل الأخير في السيناريو المرسوم لاقتحام المدينة وإسقاطها، ظهرت بسالة وشجاعة ومعدن الجيش الوطني اليمني وقوة تحالف دعم الشرعية نتيجة الإمكانات الكبيرة والأسلحة المتطورة والتغطية الجوية من قبل طائرات «التحالف».
وقد أحرزت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف تقدماً واسعاً في جبهات القتال بعد معارك مع مليشيا الحوثي.
في تعز تعم الفرحة والبهجة وترجع البسمة يأتي ذلك بالتزامن مع انتصارات كبيرة يحققها الجيش الوطني اليمني مسنودا بالمقاومة الشعبية في جبهات محافظة تعز، وتمكن خلال الأيام الماضية من السيطرة على مساحات واسعة في الجبهة الغربية لتعز، مع تراجع كبير للمليشيات الحوثية.
في مأرب تتوالى خسائر مليشيات الحوثي الإرهابية خلال محاولاتها لاجتياح مأرب لتصبح نكسة موجعة وبداية هزيمة نكراء تنتظر المليشيا في كل الجبهات، وانتصار مظفر للجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية والتحالف وانكسار لإيران التي تزود جماعة الحوثي بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية لشن المزيد من الهجمات على الأراضي السعودية والمنشآت النفطية والبنية التحتية في المملكة.