سمر المقرن
الاستسلام والفشل يبدأ من أعماق الإنسان وعقله الباطن، فهو قادر على أن يتخذ قراره ويحدد مساره بنفسه، إما شخص ناجح أو فاشل، وتترجم أفعاله ما يشعر به العقل فلا معنى للاستسلام والتواكل والسلبية لأنها تبشر بفشل ذريع وتُنقص من رصيد بنك الأمل والصمود داخل الإنسان، فالعقبات التي تصادفه يتغلب عليها واحدة تلو الأخرى، ذلك هو عدم الاستسلام الناتج عن الخوف غير المبرر وزعزعة الثقة والرضوخ لليأس والإحباط!
ومثلما يُختبر الذهب بالنار يُمتحن الإنسان بما يواجه من صعوبات، وكل محاولة فاشلة هي التقدم خطوة نحو النجاح، أما عدم المحاولة هو الفشل بعينه. وتحضرني قصة المزارع الهولندي (فان كلويفرت) الذي باع مزرعته في وطنه واشترى مزرعة جديدة بجنوب إفريقيا ثم فوجئ أن الأرض وكر للثعابين وغير صالحة للزراعة، فلم يستسلم وفكر كيف يحول الصفقة الخاسرة إلى ناجحة، وبالفعل استخدم سموم الثعابين لإنشاء أكبر مصنع لإنتاج الأمصال المضادة للسموم لإنقاذ أكثر من 100 ألف فرد يموتون من لدغات الثعابين سنويا عالمياً.. الفكرة الأساسية من هذه القصة أنه طالما الإنسان يُفكر فهو قادر على النجاح من عمق الخيبة!
الشخص المستسلم ما هو إلا عاجز أسير للخوف وعدم الثقة لم يتعلم من باقي المخلوقات التي ترفض الاستسلام، مثل مجتمع النحل النموذج الأروع لعدم الاستسلام فخلية النحل الواحدة تتكون من 50 ألف نحلة لو أذعنت للاستسلام لصارت فوضى عارمة ولكنها تعمل بدقة متناهية لتنتج العسل.
ولكن كيف يواجه الإنسان عدم الاستسلام؟ الحل بأن يطور الإنسان من أدواته ويتحصن بعلاقات اجتماعية طيبة وكلمات تشجيع وذكريات سعيدة ويتعلم من أخطائه، فلا يركن لتواكل يقوده حتماً إلى الفشل، ولو حاول وفشل فليست هذه نهاية العالم، الأهم أن يتعلم من أخطائه ومرة بعد أخرى سيمتطي حتماً جواد النجاح، ولو تقدم لوظيفة وتم رفضه فهناك عشرات الوظائف بالتأكيد تحتاج لمهاراته وقدراته.
من المهم، أن تكون هناك خطة للنجاح تبدأ بإيمان الإنسان بقدراته، ثم التخلص من الأفكار السلبية التي تقف حجر عثرة أمام النجاح ووضع خطة يتم تطبيقها بخطوات مدروسة، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة تتبعها خطوات ليس من بينها الاستسلام، بل ونبذه تماماً فمن لا يتمكن من الركض فليمشي أو يزحف لكن لا يستسلم. وكم من أناس رفضوا الاستسلام للفشل في بداية حياتهم فصاروا علماء وعباقرة غيروا وجه العالم.