في أي مؤسسة ناجحة تقوم بدورها في المجتمع على أكمل وجه لا بد أن تكون لها واجهة تطل من خلالها على المجتمع المحيط بها، تسمى إدارة العلاقات العامة.
والعلاقات العامة ليست -كما يظن البعض- هي إدارة لمجرد إجراء المقابلات أو الحفلات أو حتى تنظيم الاجتماعات، إنما هي علم يدرس وظيفة تقوم على أصول قوية وتدريب عالي الدقة، ويختار موظفوها على أسس عليا من الحرفية والامتياز. علم العلاقات العامة يدرس في العديد من جامعات العالم وخاصة في كليات الإعلام والاتصال.
وتعرف العلاقات العامة على أنها: (النشاط الذي تقوم به إدارة المؤسسة من أجل التعريف بطبيعة عملها للعامة أو للجمهور داخلها أو خارجها عن طريق استخدام مجموعة من الوسائل الإعلامية ووسائل الاتصال والإعلان المتاحة لمحاولة تطبيق رؤيتها أو سياساتها وكذلك قياس ومعرفة مدى رضا الجمهور المستفيد من خدماتها أو منتجاتها التي تقدمها).
(العلاقات العامة تجمع بين فن اختيار المؤسسة للوسيلة المناسبة، بل الوقت المناسب لعرض قضيتها أو سلعتها أو سياستها وبين علم الإدارة الذي يتحكم في كيفية تنظيم السلوك داخل المؤسسات وما يترتب عليه المظهر الذي تكون عليه المؤسسة أمام من ترغب في تسويق خدماتها إليهم).
وحتى لا نشرد في تعريفات وأساسيات وأهداف ومجالات علم العلاقات العامة نذهب مباشرة للب موضوعنا الأساسي وهو كيفية تميز المرأة العربية في هذا المجال، بل تفوقها وتحقيق العديد من النجاحات التي لا يمكن إغفالها وغض الطرف عنها.
فالمرأة العربية تتميز وتتفرد بالمواصفات المطلوب وجودها في موظف العلاقات العامة أو بمعنى أشمل (القائم بعمل العلاقات العامة).
من أهم تلك المواصفات أن يكون:
اجتماعياً وينطبق ذلك الشرط بنسب كبيرة بين نساء الوطن العربي، كذلك سرعة البديهة والثبات الانفعالي والإلمام بثقافة المحتمع وكذلك بسياسة المؤسسة التي تمثلها أو تتحدث باسمها، كذلك القدرة على تحمل ضغط العمل وهو ما ثبت عبر قرون عند المرأة العربية التي قد تتحمل ما لا يتحمله عدة رجال لو تعرضوا أو وضعوا تحت ضغط عصبي أو اجتماعي أو أسري مثلما تتحمله تلك المرأة.
ثقة المرأة العربية بقدرتها إن أتيحت لها الفرصة أهلتها وباقتدار لتكون من أهم موظفي أقسام العلاقات العامة في مختلف المؤسسات والشركات، بل الكيانات الاقتصادية الكبرى داخل الوطن العربي وخارجه عبر السنوات الفائتة وحتى يومنا هذا، فالمرأة العربية إن أحسنت إعدادها وتربيتها وتعليمها تكون من أكثر وأقدر نساء العالم تمسكاً بهويتها وثقافتها ودينها، ناقلة جيدة لثقافة مجتمعها ومدركة تماماً من هم الذين سوف تتوجه إليهم بالحديث وبأي آلية للإقناع بما تريد التسويق له من رأي أو وجهة نظر أو حتى سلعة بعينها، ولا يخفى على أحد أن المرأة العربية هي إحدى ركائز الشورى في غالبية الأُسر وأنه في بعض أو كل الأحيان لا تتخذ القرارات الصعبة أو المصيرية إلا بعلمها وبتوصيتها لأنها تمتلك حواساً قوية وإلماماً بثقافة مجتمعها وهي كما ورد فيعلم النفس (أكثر التصاقاً بأسرتها) منذ نعومة أظافرها تحمل قاعدة بيانات قوية تُحدث بين حين وآخر زاخرة بالعديد من الأحداث والتواريخ التي قد تغيب عن الرجال إذا مرت عليها فترة وجيزة من الزمن.
تعرف ثقافة مجتمعها ولها نظرة مستقبلية فاحصة لا تنظر أبدا تحت أقدامها، بل تنظر لأبعد مما يتخيله البعض بعكس المرأة الغربية التي تواجه تفككاً في مجتمعها وعدم وضوح للرؤى فتفشل كثيراً في الإقناع لمختلف الفئات في آن واحد كما تبرع فيه المرأة العربية.
المرأة العربية هي الأم التي تدير شؤون المنزل بحرفية وتنظيم فائق، تربي الأبناء بحدثها وفطرتها وبقدرة تفوق أعتى مؤسسات التربية الحديثة.
هي الأخت التي تعرف متى وكيف تتحدث لإخوانها وأسرتها، بل تقنعهم بوجهة نظرها بكفاءة واقتدار.
المرأة العربية هي الزوجة التي تكون لديها الرؤية والبصيرة والإلمام بعظائم الأمور في أحلك الأوقات فيكمن لديها صحيحو صواب القرار.
هي من تمد جسور التفاهم بين من اختلف في وجهات النظر بلباقة وحنكة تغيب عن الكثيرين، المرأة العربية هي مزيج كل ما سبق جمع في شخصية واحدة إذا ما أسند إليها مهام العلاقات العامة فإنها بثقافتها ودينها وحسن مظهرها ولباقة حديثها والمعرفة الواسعة بأسرار مجتمعها تستطيع أن تكون واحدة من مئات، بل آلاف السيدات اللاتي تحققن نجاحات ضخمة في هذا المجال الذي من أهم أهدافه؛ تحسين الثقة المتبادلة بين منسوبي الشركات أو المؤسسات أو أي من الكيانات، بل تحقيق سمعة طيبة عنها وتكوين صورة ذهنية لائقة، بل تحقيق المزيد من العلاقات الجيدة بين الإدارة والموظفين والذي لا يمكن توافرة إلا إذا كان القائم بأعمال العلاقات العامة ملماً بثقافة مجتمعه وبما يفكر أفراده وما هي مشكلاتهم وتطلعاتهم
عمل العلاقات العامة وخاصة بالنسبة للمرأة لم يعد يحتوي على النظرة الضيقة لهذا المجال المهم بأنها مهنة الاستقبال فقط كما يظن البعض.
وإنما هو فن إدارة وتنظيم اللقاءات واستضافة العملاء أو الجماهير أو المتعاملين مع أي كيان ما بالتزامن مع إجادة العمل الصحفي أو توافر الخبرة فيه كذلك التمتع بأسلوب راقٍ ومتمكن كي تصل المعلومة أو الفكرة بطريقة سلسة ومحببة للمتلقي داخل وخارج الكيان الذي تعمل فيه.
كذلك لا بد أن تكون هناك حرفية في التعامل مع وسائل الإعلام وخاصة التي استحدثت في الآونة الأخيرة من الإنترنت وما ضم من تطبيقات تفوق في براعتها وتأثيرها كل الوسائل الأقدم والأقل تأثيراً في هذه الأيام.
مما لا شك فيه أن إعادة تمكين المرأة في المجتمع من العمل في مجالات كانت لسنوات حكراً على الرجل وإن كان في بعض الأحيان يقل خبرة وثقافة عنها سوف يقوم بدفع المجتمع نحو الأفضل وليس مجرد مزاحمة للرجل في أي مجال دون علم وخبرة واستناداً إلى ثقافة مجتمعية ودينية تسهم في التنمية المرجوة.
المرأة العربية تستطيع الخوض في العديد من المجالات إذا ما تم الوثوق في قدرتها وتم تأهيلها وتثقيفها بشكل جيد حتى تكون واجهة مشرقة ليس لمجتمعها فقط، بل لوطنها العربي ككل وليس في مجال العلاقات العامة فحسب وإنما في مختلف الأصعدة والمجالات.
المرأة العربية تستحق.