عبدالعزيز بن سعود المتعب
حارب الشعراء - الحقيقيون - المظاهر الزائفة الخدّاعة منذ الأزل؛ بدافع البحث كغاية عن الجوهر واللباب لا القشور والحض على ترك كل ما لا يسر في النهاية.. وما الحضور الخالي من الشعر من قبل بعض من يدّعون الانتماء إليه في وسائل التواصل الاجتماعي متوهمين أن ما سواه من مهازل إكسسوارات المظاهر ينوب عنه، إلا سبب يستوجب رصد هذه السلبية وعلاجها ببعض شواهد الشعر الفصيح وصنوه الشعبي -والحر تكفيه الإشارة- يقول الشاعر العباس بن مرداس أمه الخنساء الشاعرة:
تَرى الرَّجلَ النَّحيفَ فَتَزْدَرِيهِ
وَفِي أَثْوَابِهِ أَسَدٌ صَهُورُ
وتفعيلاً لمقولة «الرجال مخابر ما هي مناطر» يقول الأمير الشاعر محمد السديري - رحمه الله:
ولا يغرّك بالرخم كبر الأزوال
وكبر النسور المهدفات المحاديب
ويقول الشاعر سليمان المانع:
كان الرجولة بالمظاهر والأشكال
عز الله إنّي ما عَرفت الرجولة
ويقول الشاعر عبد الله السلوم -رحمه الله-:
المظهر اللّي ينخدع به كثيرين
أنا يساوي في حياتي ولاشيء
وقفة من قصائدي القديمة:
ما أبيك تفهمني خطأ خاطري طاب
أقنعت نفسي بس ما طاوعتني
لي غايةٍ عليا على بعض الأسباب
ما يمكن أقبلها إذا برخص جتني
حتى لو إنك بين جفني والأهداب
ومكانتك عن غيرها.. ماخذتني
ما أمشي بدربٍ منه حاير ومرتاب
لو كل ذكرى شوق له محرقتني
أمَّا الخفوق اللّي بك اليوم منصاب
ظنونه فيك الطاهرة ما أزعلتني
صابر ولا أحسب لآخر أحزاني حساب
كم قسوة أحرجها العقل.. وتركتني
قدر وأعيشه ما تخيّرت الأحباب
وأيامي لو تأخذ فياما عطتني