د. صالح بكر الطيار
منذ أن انكشف اللثام عن وجه إيران الماكر المخادع الذي ظهرت فيه مدانة بكل الأدلة في الفوضى العارمة التي امتلأت بها بلدان العراق وسوريا واليمن وغيرها، وتجييشها حزب الله في لبنان، ووقوفها خلف معسكرات التدريب في إفريقيا، ووصول تهديداتها إلى بلدان عدة، وتورطها في دعم جماعة الحوثي المارقة، ومد ميليشياتها بالأسلحة والعتاد لشن هجماتها الصاروخية والباليستية على السعودية، ووقوفها مع كل الجماعات المسلحة مثل داعش والقاعدة لنشر حروب الشوارع، وبث الفتنة من خلال تأجيجها للتكتلات الحزبية والطائفية، واللعب على كروت طوائفها في البلدان، فقد انزوت إيران في زاوية ضيقة وسط عقوبات متواصلة من المجتمع الدولي، وتضييق ستظل إيران ونظامها الضال يدفعون ثمنه طويلاً من خلال انهيار اقتصادهم الذي تكبد خسائر بمليارات الدولارات نتيجة العقوبات المفروضة، إضافة إلى حالة الاحتقان الشعبي الذي تمخضت عنه ثورات شعبية متواصلة، ما إن تهدأ حتى تعاود نشاطها من جديد في ظل ارتفاع أسعار المعيشة، وتدهور الاقتصاد، وتراجع التنمية، وتفاقم نسبة الجريمة في المجتمع الإيراني، إضافة إلى تزايد مهول في نسب البطالة مع وجود انقسامات خفية داخل النظام الإيراني، ستكشف عنه الأيام المقبلة نظير تمسك نظام الملالي بتوصيات وتوجيهات الخميني ونهجه المقيت في نشر الكراهية في الشعوب، وتأجيج الشعوب على الحكومات، الذي انقلب فيه السحر على الساحر.. وقد بدأت إيران تجني ما اقترفته أيادي الظلم فيها بحق شعوب مجاورة بعد أن حولت العراق إلى مسرح للدماء، ومكان مفتوح للعمليات الإرهابية، إضافة إلى وجودها على خط الحرب في اليمن من باب الدعم والتحريض على مهاجمة السعوديين، وإرسال الطائرات المسيّرة والصواريخ على مواقع الآمنين، ونشر الفوضى الأمنية في اليمن، وإحداث الخلل في التركيبة السكانية هنالك من خلال دعم الحوثي الذي يعد سفيرها الدائم في عمليات التدمير والخراب التي طالت الإنسان والمكان في اليمن.
وقد رأينا تورط إيران في الهجمات الفاشلة التي استهدفت مقار ومواقع في بلادي الحبيبة، التي كان الدفاع السعودي لها بالمرصاد في وقت تتعامل فيه قيادتنا بكل حكمة وروية في مقابلة هذه التخبطات الإيرانية التي بانت بكل سوئها أمام العالم أجمع؛ لذا فإن الكرة في ملعب مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة من أجل مضاعفة العقوبات، وتضييق الخناق على إيران، وتتبّع الاتهامات والإدانات التي طالت النظام الإيراني بلغة الحجج الدامغة والبراهين، إضافة إلى أهمية أن تتحد الشعوب والحكومات يدًا بيد للحيلولة دون أن ينفّذ هذا النظام أجنداته المدمرة.
وأنا على يقين أن إيران تعيش عزلة دولية وخسائر متواصلة، وأرى أنها ستتضاعف مع تورط جديد لإيران في دعم الجماعات المسلحة، وفي التخطيط لعمليات الإرهاب وترويع الآمنين في كل الأقطار.
تعيش إيران بين التخبطات السياسية والعقوبات الدولية، وحالها يؤول إلى الاندحار، وإلى المزيد والمزيد من الخسائر التي تجعلها معلنة الانهزام أمام نفسها وأمام العالم أجمع.