سهوب بغدادي
«افترست خمسة كلاب ضالة الجمعة طفلة، لا يتجاوز عمرها أربع سنوات، في ضاحية الواشلة جنوب غرب الرياض، بعدما خرجت من استراحة أهلها للحظات. وقد شاهدت والدتها الكلاب وهي تنهش جسد طفلتها الضعيف؛ مما جعلها تستغيث بمن حولها لإنقاذ ابنتها من براثن الكلاب الضالة. وعلى الفور تمكَّن الحضور من طرد الكلاب، في الوقت الذي احتضن فيه والد الطفلة ابنته، ورفعها بين يديه وهي تنزف، ابتسمت لوالدها ابتسامة أخيرة بعدما أحست بالأمان بين أحضانه، إلا أن الطفلة الملطخة بالدماء فارقت الحياة بعدما وصلت للمستشفى بساعات». رحمها الله وجعلها شفيعة لوالديها وطير من طيور الجنة وجبر مصاب أهلها. قد تكون هذه الحادثة الأسوأ، لما فيما من أبعاد أكثر بكثير من الحادثة التي قد تتكرر لأية أسرة، فمن ناحية أمان الأفراد وعائلاتهم قد يخيم وقع الحادثة بشكل كبير على الشعور العام بالأمان مؤثراً بذلك على مدى قابلية الناس على مرافق ومناطق ما وبذلك تتأثر الأنشطة المحيطة بالمكان. أيضاً، إن لجانب الحياة الفطرية أهمية في أي بلد من البلدان، فإيجاد الطرق الناجحة والفعالة في تلافي مثل هذه الحوادث أمر لا بد منه، ويبرز هنا دور الكيانات الفاعلة في النطاق ذاته، وعلى رأسها وزارة البيئة والمياه والزراعة، من ناحية تفعيل الكوادر المختصة والأقسام المعنية بالحيوانات الضالة والمشردة في المدن الرئيسة في بادئ الأمر من ثم تتفرع الفروع لتشمل المحافظات التابعة لها، ويكمن الحل في إيجاد الملاجئ وأماكن الإيواء المؤقتة للحيوانات الضالة والموبوءة بعلاجها عبر برنامج متكامل يضمن سلامتها وخلوها من الأمراض في حال تم إعادة إطلاقها، أنا ضد حملات التسميم التي تشمل القطط والكلاب، باعتبار وجود البديل ألا وهو حملات الإخصاء والإطلاق، وحملات اللقاحات اللازمة من الأمراض التي قد يتعرض لها الحيوان خلال فترة عيشه في البرية. إن أسوأ الطرق لحل مشكلة ما تتمثل في الحلول السريعة، بينما تشكل الحلول الجذرية التي قد تأخذ فترات أطول من الزمان الطريقة المثلى لضمان عدم عودة الإشكالية. فالوقاية خير من العلاج. فيما انتهجت وزارة البيئة مؤخرا نظام الشرائح التي يتم زرعها في بعض الحيوانات وعمليات ترقيم الحيوانات والمواشي أيضا، فلما لا يتم التوسع في البرنامج ليشمل حيوانات أخرى، والأجدر أن تشمل تلك الضالة أولا: لسهولة تحديد موقعها سواء كان ذلك من قبل المربي أو الوزارة والجهات المختصة،ثانيا: لتحديد كثافة النوع الحيواني في بقعة ما. إذ تذكرنا الجائحة الحالية بتفشي فيروس كورونا أن الثروة الحيوانية قد تكون نعمة أو نقمة تباعا، في حال لم يتم توجيهها وحصرها والحرص على سلامتها.
-حمانا الله وإياكم من كل مكروه-.