لوزان - (أ ف ب):
سيمثل الفرنسي ميشال بلاتيني أمام المدعين العامين السويسريين لمدة ثلاثة أيام متتالية الأسبوع المقبل، وذلك للإجابة على أسئلة في اثنتين من مجموعة القضايا التي لا تزال تقض مضجع كرة القدم العالمية وقادتها، إن كان في الماضي أو الحاضر.
ومن المقرر أن يتم استجواب الرئيس الأسبق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم في بيرن يومي الاثنين والثلاثاء بشأن قضية الفساد التي حطمت حلمه في الوصول الى رئاسة الاتحاد الدولي «فيفا» بعد «سقوط» السويسري جوزف بلاتر.
ومن المتوقع أن يصل بلاتيني الأربعاء الى سارنين، على بعد 80 كيلومترا شرق بيرن، لكن هذه المرة كشاهد في تحقيق يطال نائبه السابق في الاتحاد الأوروبي والرجل الذي تولى بدلا منه قيادة فيفا السويسري الآخر جاني إنفانتينو. وهاتان القضيتان ليستا سوى جزء من الإجراءات التي تطال فيفا ومسؤوليه السابقين والحاليين.
وتقوم وكالة فرانس برس بتلخيص الوضع القانوني في هذه القضايا. - قضية رئيسين - عندما «سقط» بلاتر من على رأس الهرم الكروي إثر الفضيحة التي هزت اللعبة مباشرة بعد انتخابه لولاية جديدة، حرص على أن يجر معه في هذا السقوط خلفه المحتمل رئيس الاتحاد الأوروبي بلاتيني. قرر الاتحاد الدولي في نهاية 2015 إيقاف الرجلين عن أي نشاط له علاقة بكرة القدم لاتهام بلاتيني بالحصول على دفعة من مليوني فرنك سويسري من الفيفا أذن بها بلاتر في عام 2011.
ورد المدعون السويسريون بفتح تحقيق مع الرجلين بتهم «خيانة إدارية» و»خيانة الأمانة» و»احتيال». ومع اقتراب جلسة الاستماع الأخيرة لبلاتيني يومي الاثنين والثلاثاء في برن، أصر الفرنسي وبلاتر على أنه على الرغم من عدم وجود عقد مكتوب، فإن المبلغ الذي تم دفعه كان قبل قرار بلاتيني بعدم تحدي بلاتر في انتخابات رئاسة فيفا عام 2011، وكان مقابل أعمال استشارية قام بها بلاتيني لصالح الهيئة الكروية العليا ويعود تاريخها الى الفترة بين 1999 و2002.
يصر بلاتيني على أن هذه القضية كانت «مؤامرة» لمنعه من الوصول الى رئاسة الفيفا التي ذهبت في نهاية المطاف الى نائبه في الاتحاد القاري إنفانتينو.
شن بلاتيني هجوما مضادا في نهاية عام 2018 من خلال تقديم شكوى في المحاكم متهما أعداء لم يكشف عن أسمائهم بـ «الافتراء» و»الارتباط الإجرامي». - قضية إنفانتينو والمدعي العام - سيكون الحذاء في القدم الأخرى الأربعاء عندما يظهر بلاتيني كشاهد في تحقيق سويسري بحق إنفانتينو. حين انتخب إنفانتينو في 2016، أطلق وعدا بـ «استعادة صورة الفيفا»، لكنه بات نفسه العام الماضي هدفا لإجراءات جنائية بتهمة «التحريض على إساءة استخدام السلطة» و»انتهاك سرية رسمية» و»عرقلة الإجراءات الجنائية»، وذلك على خلفية ثلاثة اجتماعات سرية في عامي 2016 و2017 مع مايكل لاوبر، رئيس مكتب المدعي الفدرالي السويسري.
وأثارت هذه الاجتماعات شبهات بوجود تواطؤ في قضايا تخص الفيفا، لكن إنفانتينو يدعي إنه أراد أن يُظهر للمدعي الفدرالي السويسري «أن الفيفا الجديد بعيد كل البعد عن سابقه» الذي ضلله «المسؤولون الفاسدون». وقال المدعي السويسري المتولي هذه القضية إنه يشعر بالفضول حيال رحلة طائرة خاصة استقلها إنفانتينو في عام 2017 على حساب فيفا. -قضية المونديال القطري- التحقيق الأكثر إحراجا لفيفا بسبب الظل الذي يلقيه على بطولته الرئيسية، يتعلق بمنح حق استضافة مونديال 2022 ولبلاتيني دور في ذلك أيضا. كان التصويت في كانون الأول/ديسمبر 2010 لمنح قطر حق استضافة المونديال موضوع تحقيقات من قبل فيفا والقضاء في كل من سويسرا وفرنسا.
ويحقق المدعون السويسريون في «تبييض الأموال والإدارة غير العادلة» منذ أيار/مايو 2015، فيما يحقق القضاء الفرنسي في «الفساد النشط والسلبي» على خلفية غداء أقيم في تشرين الثاني/نوفمبر 2010 واستضافه الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي بحضور اثنين من كبار المسؤولين التنفيذيين القطريين وبلاتيني الذي كان وقتها رئيسا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم وأحد المصوتين على حق استضافة المونديال.