العقيد م. محمد بن فراج الشهري
لا يوجد دولة في العالم يمكن أن نطلق عليها (عظمى) في هذا العصر -والعظمة لله- وخاصة في هذه الجائحة التي طوقت العالم، إلا بلد الخير، والنماء، والعطاء، المملكة العربية السعودية.. نعم هي الدولة العظمى التي أعطت وقدمت وساندت مواطنيها، ورعتهم رعاية لا يوجد لها مثيل في أي دولة أخرى، والجميع يشاهد عياناً بياناًَ ما أصاب دول العالم كبيرة وصغيرة من جراء هذا الوباء الفتاك، وكيف أن بعض الدول التي يطلق عليها كبرى، وعظمى، باتت صغيرة في عيون العالم الذي أصبح يشاهد كل شيء على المكشوف، إذ إن التقنيات الحديثة والسوشيل ميديا ووسائل الاتصال كافة، والتواصل لم تترك صغيرة ولا كبيرة ولا نفيرة ولا نقيرة إلا أوردتها وكشفت الغطاء عن كثير من الأمور المتعلقة بصحة الفرد والمجتمع في أقطار المعمورة كافة.. وما قامت به المملكة العربية السعودية من جهود جبارة لمحاربة الأوبئة كافة واستبسالها في وضع الإمكانات كافة، الطبية، والنفسية، والاقتصادية، رهن إشارة المواطن، وملاحقة رعايته، سواء كان داخل المملكة أو خارجها، والأدلة على ذلك لا تحتاج إلى شواهد وشهود.. المملكة ضحت بالكثير من أرصدتها السيادية في سبيل حماية مواطنيها ومساعدتهم وحماية الاقتصاد من التدهور، أو النزول عن المستويات المطلوبة، كما أنها لم تكتفِ بذلك فقط، بل قدمت المليارات من المساعدات لكثير من البلدان المحتاجة والمقهورة، وساندت الأشقاء الذين طلبوا المعونة والمساندة، وجاهدت في سبيل حماية أبناء الشعب اليمني المشردين من أرضهم بالإمكانات كافة منفردةً.. إذاً هي الدولة العظمى، وهنا وفي مثل هذه الأحداث والكوارث يظهر لنا الفرق بين دول يقال عنها عظمى وأفرادها يعرضون في الشوارع طالبين لقاحاً أو معونة أو مساعدة.. ذهب منهم الكثير ضحية لهذا الداء وهذا الوباء الخبيث، وغيره من الأوبئة الطارئة.. وقد شاهدنا وسمعنا وتابعنا ما يحيط بالعالم من حولنا، واهتزاز الدول الكبرى، أو العظمى اهتزازاً مشيناً انعكست آثاره السيئة على مجتمعات تلك الدول، حتى أنهم لم يعودوا يطمئنون لما يقدم لهم من خدمات، ثم إنني في هذه المقالة أساساً كنت أعني دولتي العظمى ممثلة في الوزارة العظمى (وزارة الصحة السعودية) أي كلام وأي إطراء، وأي إشادة، وأي تعبير لن يفي بما قدمته هذه الوزارة بقيادة وزيرها الرائع ومنسوبيها كافة.. لو أستعرض مميزات هذه الوزارة منذ بداية الجائحة حتى الآن لن يكفيني مقال أو مالات، إنما تقوم به وزارة الصحة هذه الأيام، والفترة الماضية لهو مصدر فخر، واعتزاز لكل مواطن سعودي ومقيم على أرض المملكة.. لقد قامت بجهود جبارة على المستويات الصحية كافة، تغلبت فيه على كل الصعاب التي مرّت بمثيلاتها في الدول العظمى، أو الكبرى، وقدم منسوبوها على اختلاف تخصصاتهم أروع الأمثلة تنظيمياً، وطبياً، وإدارياً، وتجهيزات ضخمة لا تقوم بها إلا دولة عظمى هي السعودية والسعودية فقط.. من يشاهد مراكز التطعيم يفتخر بما تقدمه هذه الوزارة من تنظيم على أعلى المستويات، تنظيم لم يتكرر مثيله في أي دول وسلاسة وانسيابية في أخذ اللقاحات، دون عناء، أو إشكال، أو تزاحم، أو أي أمور أخرى غير جيدة.. إضافة إلى ما تقدمه في الأوقات كافة.. والدعم الطبي، والإرشادي.. وتوفير الاحتياجات المطلوبة كافة بكل اقتدار في مناطق ومحافظات المملكة كافة.. لذلك نتوجه بالشكر والعرفان لقائد هذه الأمة سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده، ومعالي وزير الصحة، والعاملين كافة في المجال الصحي، ونسأل الله أن يديم هذا الرخاء، والعطاء، والنماء، على هذا البلد وساكنيه، وأن يحفظ لنا حكومتنا الرشيدة، ويدفع عنا وعن عباده كافة شر الأوبئة، والأمراض ودام وطني عزيزاً موقراً عظيماً بين الدول.