د.عبدالعزيز الجار الله
حرب اليمن لن تدوم إلى الأبد، سيأتي وقت تتوقف فيه المعارك وتختفي أصوات أزيز الطائرات، ودوي انفجارات الصواريخ، وهفيف أصوات الطائرات المسيرة بدون طيار، لكننا ننتظر مع توقفها علامات صريحة لهزيمة مشروع إيران في اليمن، وانكسار الجماعة الحوثية، وانكفاءها على نفسها في أحد جبال اليمن بعيداً عن حدودنا الجنوبية وساحل البحر الأحمر الغربي، وبعيداً عن سواحل بحر العرب وخليج عمان.
إيران والحوثي من البدء عام 1979م اختاروا أماكن محددة من اليمن وجعلها مركزية وبنيت عليها استراتيجية الحرب على السعودية ودول الجزيرة العربية والخليج وهي جبال صعدة المطلة على المملكة، والقريبة جداً من حدنا الجنوبي، والسيطرة على الممرات المائية والشواطئ في البحر الأحمر وميناء الحديدة وسواحل بحر العرب وخليج عدن مع مضيق هرمز في بحر عمان في الخليج العربي، وكانت تنوي كسر العراق أثناء حرب إيران والعراق عام 1980م للسيطرة على شط العرب ومدن وصحراء الجنوب الشرقي للعراق، والذي قال عنها صدام حسين الرئيس العراقي السابق بتسمية الدفاع عن البوابة الشرقية للعرب، ومعارك العراق أطلق عليها قادسية صدام حسين، ليربطها بمعركة القادسية في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عام 15للهجرة بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقاص، والتي حررت العراق من الاحتلال الفارسي وكانت المقدمة إلى سحق الإمبراطورية الفارسية وتدميرها ونهايتها.
كانت إيران ومعها بعض أعوانها من العرب تسعى إلى احتلال العراق وتطويق دول الجزيرة العربية والخليج العربي والسيطرة على منابع النفط والغاز، وبالذات خنق المملكة من الشرق والجنوب والشرق، وعلى امتيازات أخرى من الغرب، هذا السيناريو الذي نشاهده اليوم عام 2021م هو نفسه مع تعديلات في الدول والقيادات بعد احتلال العراق للكويت عام 1990م محاصرة السعودية ودول الخليج:
العراق من الشمال والشرق، وإيران من الشرق، واليمن من الجنوب والغرب، مع تعاون بعض القيادات الأفريقية من الغرب.
إذن إيران كانت تعمل جادة على تكوين دول الخليج العربي، تعمل مع الحوثيين منذ قيام ثورتها في طهران 79م، رغم انشغالها في حرب العراق طوال سنوات الحرب من 1980 إلى 1988م، وخرجت منها خاسرة في المعارك والاقتصاد وتصدير الثورة.