عثمان بن حمد أباالخيل
الحياة جميلة لأولئك الذين ينظرون إليها نظرة امتنان وعرفان وشكر، للذين يقولون شكرًا من القلب وليس من اللسان، للذين يدركون أن الامتنان والشكر لهما تأثير جميل، تأثير إيجابي على نفسية المشكور. لا أريد أن أخوض بموضوع شكر الله؛ فعلماء الدين هم أدرى مني بمراحل كثيرة، لكني سوف أكتب عن الشكر والامتنان بين الناس الذي يتلخص بتعبير بالامتنان يخرج على لسان الممتن إلى المشكور لقاء قول أو فعل صدر عن الآخر بما يستحق الشكر.
أنا ممتن لك، أنا ممتنة لك، نحن ممتنون، كم أنا ممتن لك.. عبارات قصيرة، لكن أثرها جميل، ويبقى طويلاً. إنه اعتراف بالجميل والامتنان. هناك من يقول: إني ممتن لك، وهذا خطأ. الصواب إني شاكر؛ فكلمة ممتن ليست كلمة عربية. بالبحث وجدت لا حرج في قول المرء: «أنا ممتن لفلان»؛ لأن معناها: «أنا شاكر له». كذلك هذا رأي مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية. بغض النظر عن ذلك فهناك مئات الكلمات التي نستخدمها في تفاصيل حياتنا أصلها ليست من لغتنا الجميلة. أقتبس: (أنا ممتن لكل هؤلاء الذين قالوا لي لا؛ لأنني بسببهم فعلتها بنفسي) - ألبرت أينشتاين.
الامتنان هو تفكيرك فيما حولك لمن ساعدوك، لمن مدوا لك أيديهم، لمن قالوا ما تستحق في غيابك، فإنك عندما تشكرها أو تشكره تشعر بقوة في داخلك، تحفزك للقيام بالمزيد من الأعمال الخيّرة.
للأسف، هناك من يجحد هذا، إنه إنسان جاحد للجميل، غير ممتن. وهم كُثر من حولك وحولك. في حياتنا هناك الكثير علينا أن نمتن لله عليها، كالصحة والجسم بما يملكه من عقل مفكر وحواس، والنجاح، والمال، والوظيفة، والسعادة، والقلب الذي ينبض بالحب. الكثير من نعم الله التي أسبغها الله على البشر.
نكران الجميل هو ألا يعترف الإنسان بلسانه وقلبه بالمعروف وصانعه، يحقر المعروف، ويقلل من شأن صاحبه؛ فيصبح بذلك جاحدًا. إنهم لا يملكون الجرأة بالامتنان، إنهم لا يعرفون معني المحبة. وهنا يحق لنا أن نقول هذا المثل «اتقِ شر من أحسنت إليه». ثقافة الامتنان غائبة أو مغيبة عند الكثير من الناس. عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه».
نحن بحاجة ماسة إلى تعليم وزرع ثقافة الامتنان والشكر في هذا الجيل الجديد، جيل منصات التواصل الاجتماعي.
الجحود والامتنان كلمتان متناقضان في تفاصيل حياة الناس. وأكد علماء النفس أن ممارسة الامتنان تؤدي إلى التفاؤل والاستمتاع بالحياة، كما أنها تزيد من نسبة السعادة (25 %). هل هناك من لا يريد أن يكون سعيدًا؟ نعم، إنهم المتشائمون المتذمرون الجاحدون للجميل. أقتبس: (إن عواطفنا لا يمكن أن تكون إلا جميلة نبيلة نحو من يوحي إلينا بشيء جميل نبيل) توفيق الحكيم.