د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
قد يكون الأمر بسيطاً إلى أن يتناوله الإعلام فيحوله إلى أمر شائك معقد، يصعب عندها فهم المسألة أو حل الإشكالية، ويشمل ذلك الأمور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويعود ذلك إلى الرغبة الجامحة المسعورة إلى السبق الصحفي والكسب المادي، وينطبق على ذلك ما ورد في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الجزء 26) (سورة الحجرات 6).
{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} (الجزء: 5) (النساء الآية: 83).
فلو طبقنا على ما ورد في الآيتين الكريمتين لوجدناهما تنطبقان على كثير مما يزاوله الإعلام في حق أفراد وجماعات ودول تقل عنهم في التطور التنموي وبإعلامهم البشع يلوون أذرعة الكثيرين ويبتزون العديدين من هم أقل تأثيرا وأضعف شأنا في المجالات المادية، وهم في الواقع يسيئون ويدعون ظلما وجورا أنهم يصلحون، يدعون أنهم حماة الحرية، المزعومة، لهم دعوات يريدون بها، ليس باطلا واحدا، بل أباطيل متعددة. وما النتيجة: فتن تأتي على الأخضر واليابس، لقد سموا الفوضى والخروج على الحكام: الفوضى الخلاقة والربيع العربي، وهكذا يشعلون النيران ثم يتفرجون عليها، ويقتلون ويمشون في جنائز من قتلوهم، ولقد حل الإسلام، ولا يزال، القضية بمبايعة الحاكم ومن ثم طاعته، فهذان أمران متلازمان: البيعة والطاعة، لمن يتولى أمور الناس، وبذلك تصلح الأحوال وتخمد نيران الفتن، اللهم احم حوزة الدين وانصر عبادك الموحدين، وانشر الأمن والأمان في كل مكان وزمان.