لا يخفى علينا جميعاً التغيّرات والتطورات الهائلة والسريعة التي حدثت في السنوات الأخيرة في الوطن على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، ومن أكثر هذه التغيّرات قوة كان التغيير في وضع المرأة؛ التي كانت تُربى سابقاً لتصبح ربة منزل فقط - ولا أعني بقولي هذا الإنقاص من هذا الدور، بل على العكس، ولكن إن أرادت أن تعمل ورأت بأن لديها ما تقدّمه، هنا يجب على العائلة والمجتمع دعمها للاستفادة من قدراتها وما لديها لمنفعة نفسها ووطنها.
أتعجب من رؤية بعض الأهل الذين لا يسمحون لبناتهم أو زوجاتهم أو أخواتهم من اختيار ما يناسبهم من تخصص جامعي أو عمل أو منعهم من السفر سواء كان لغرض العمل أو التعلّم أو حتى الترفيه خاصة عندما تصل الفتاة إلى سن الرشد.
لمستقبل أفضل، يجب أن نتقبل التغييرات من حولنا ونتغيّر للأفضل معها وبدلاً من الاستمرار على طرق التربية القديمة، يجب على الأهل تربية بناتهم على الثقة وتحمّل المسؤولية منذ الصغر وغرس الوازع الديني لأنه - وبعد حماية الله لهم- هو ما سيحميهم من كل ما قد يضرهم في المستقبل... ازرعوا الثقة ودعوا بناتكم يتحدثن لكم قبل غيركم، ولا تصبحوا إحدى العقبات التي تحاول الفتيات أن تتجنبها، كلما رغبت في أن تخطو خطوة لبناء مستقبلها.
في الجهة المقابلة على الفتيات أن يتفهمن خوف عوائلهن عليهن، فالتغيير الذي حصل لم يكن بسيطاً، فقد نشأوا في زمن مختلف تماماً عن الذي نعيش فيه الآن، والعادات والتقاليد التي نشأوا عليها من الصعب أن تتغير فجأة، وسيحتاجون إلى بعض الوقت ليفهموا ما جرى ويطمئنوا بأن ما حصل هو الأفضل لهم ولبناتهم وأنهن قادرات -بإذن الله - على أداء رسالتهن في هذه الحياة، وعلينا أن نكون سنداً لبعضنا البعض، مع ازدياد مشاغل وضغوطات الحياة حتى نحافظ على أسرنا الجميلة من التفكك الأسري الذي لم يكن منتشراً مثل هذه الأيام.