لا يمكن أن تستقيم الحياة وتنعم بالسعادة إلا إذا كان الإنسان آمناً على نفسه مرتاح القلب هادئ النفس لا يخاف من وقوع ما يخشى أن يهدد أمنه أو ينتهك حرماته أو يسلب خيراته، أو يُفرض عليه ما يتعارض مع دينه وثقافته من أفكار ومذاهب وأخلاق.
اختلال (الأمن الفكري) يؤدي إلى اختلال أمن الأمة في الجوانب الأخرى الجنائية والأقتصادية وغيرها، فكثيراً ما يكون القتل وسفك الدماء وانتهاك الأعراض نتاج فكر خارج عن دين الله وشرعه.
والأمن بمفهومه الشامل مطلب أساسي لكل المجتمعات لأننا نعيش في متقلبات فكرية وتحديات سياسة، وقيادتنا الحكيمة لديها رسالة واضحة تحذر فيها كل من يريد العبث بوحدتنا ويمس أمننا واستقرارنا، فالحفاظ على الأمن مسؤولية الجميع.
جهود كبيرة للأجهزة الأمنية في مواجهة الفكر المنحرف ومحاربته واستئصاله وهو الأمر الذي يحتاج مساندة ودعم لهذه الجهود فالجميع شركاء بالمسؤولية من الأسرة للمؤسسات التعليمية والجامعات والدعاة والعلماء والإعلام والعمل الاجتماعي والثقافي.
الأمن مطلب وغاية تنشدها جميع الشعوب يتحقق بتوفر التنمية والاستقرار في جميع المجالات فمنذ توحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أولت القيادة الاستقرار عناية خاصة لتحقيق الأمان بأرجاء الوطن، ومازالت الدولة تبذل جهوداً جبارة للحفاظ على نعمة الأمن والأمان بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
مفهوم الأمن الفكري هو أن يعيش المواطن في حالة سلام مجتمعي مطمئن على مكونات أصالته في مواجهة التيارات وحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن.
تشهد القصيم نشاطاً أمنياً لا يتوقف منذ إطلاق (برنامج تعزيز الأمن الفكري) والذي يتبناه ويرعاه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز رئيس اللجنة العليا للبرنامج، والذي أكد على أن البرنامج يهدف إلى الديمومة و لم يعد خياراً، بل أصبح هدفا أساسيا لتحقيق المزيد من المنجزات لما تتطلبه المرحلة.
هناك تحديات تستهدف أمننا وفكر مجتمعنا بالتأثير على النشء في الجانب الأخلاقي والتأثير على العقول بالمخدرات أو الأفكار المتطرفة تستوجب تكاتف الجهود المجتمعية لتعزيز الجانب التوعوي لمواجهة المخاطر والأفكار الهدامة والعمل بطاقة عالية لحماية آمن الوطن والفكر والمجتمع.
سلسلة من المحاضرات والندوات واللقاءات الدورية والدورات التدريبية والبرامج لتعزيز الأمن الفكري على مستوى المنطقة، ومشاركة فاعلة من جهات ذات الاختصاص بمشاركة العديد من الخبراء في المجال الاجتماعي والشرعي والنظامي والنفسي لتأصيل الأمن الفكري وتعزيز الولاء والانتماء للوطن وقادته وتحسين عقول الناشئة ووقايتها من الأفكار الشاذة المنحرفة.
هذه البرامج تتناغم مع رؤية المملكة 2030 لتضمن الازدهار للمواطنين في تحقيق بيئة آمنة وجاذبة.
** **
- القصيم