د.عبدالعزيز العمر
المغادر في عنوان هذه المقالة هو المسؤول الإداري الذي ترجل عن فرسه لأسباب تتعلق برغبة المسؤول، أو برغبة التنظيم نفسه. أما القادم فهو المسؤول الإداري الذي يستعد لتقلد منصبه الاداري الجديد. في مثل تلك الظروف سوف يعيش كلا المسؤولين (القادم والمغادر) أوضاعاً اجتماعية ونفسية غير مألوفة لهما. فالمغادر سوف ينفض فجأة السامر من حوله، وهذا أمر يجب أن يتوقعه المسؤول المغادر. أما المسؤول القادم فسوف تفاجئه تبدلات وتقلبات هائلة في معاملة الناس من حوله له، فهذا يدعوه إلى مناسبة اجتماعية تقام على شرفه، والآخر ينظم فيه شعراً يمجده ويمجد قبيلته.
كنا البارحة نتجاذب الحديث حول مسؤول غادر الكرسي، وبدأ أحدهم يسرد انجازات ذلك المسؤول والتغييرات التي أحدثها على خارطة المؤسسة، فكانت وجهة نظري كالتالي، التجديد والتطوير في المؤسسة هو الاصل في عمل أي مسؤول، وان نقصته الخبرة والمعرفة فيمكنه الاستعانة بأصحاب الخبرات والمهارات، لكن النقص الذي لا يمكن تعويضه لدى المسؤول يتمثل في عدم تقديره واحترامه للأشخاص العاملين معه، وتجاهل تحفيزهم ليتجاوزوا صعوبات عملهم. عندما يذكر الناس بالخير مسؤولا سابقا، فليس لأنه حقق لمؤسسته انجازات (نتفق أو نختلف عليها)، المسؤول الذي يبقى في ذاكرة الناس هو ذلك المسؤول الذي احترم انسان مؤسسته، وتعرف على طاقات العاملين معه، ولم يطالبهم بما يتجاوز امكاناتهم، ووفر لهم كل سبل التميز والنجاح، وعاملهم بدماثة خلق عالية وبلين جانب.