خالد بن حمد المالك
ظهر أن اجتهاد الرئيس الأمريكي جو بايدن كان خاطئًا في إلغاء تصنيف ميليشيا الحوثيين بوصفها تنظيماً إرهابياً، إذ ما أن رفعت عنها هذه الصفة حتى زاد تمردها، ومارست الإرهاب عياناً بياناً بأكثر مما كانت عليه من قبل، لتُسقط بذلك القرار الأمريكي قبل أن يجف حبر قلم الرئيس بايدن الذي وقع به القرار فور دخوله إلى البيت الأبيض.
* *
وبالتزامن أيضًا، وبينما كانت إيران تطالب بعودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاتفاق دون شروط مسبقة منها تحت ضغط العقوبات الأمريكية التي كانت تتجه نحو تصغير قدراتها العسكرية والاقتصادية، أصبحت مع السياسة الأمريكية الجديدة المهادنة لإيران، تطالب برفع العقوبات عنها أولاً كشرط لقبولها بعودة واشنطن للاتفاق النووي، وأنها بدونه سوف تواصل عدم التزامها بالاتفاق.
* *
هذا يعني أن معالجة الإرهاب لا تتم بالحوار والدبلوماسية، ولا تنتهي بإظهار التعاون وتشجيع ممارسيه وداعميه على الانخراط بالعملية السلمية، وإنما الخيار الصحيح والمجدي أن يكون التعامل معهم بالقوة، وبإعلان الحرب على هؤلاء إلى أن يذعنوا ويقبلوا مرغمين بما يحقق الأمن والسلام للآخرين.
* *
أيضاً، فإن الإرهابيين؛ دولاً ومجموعاتٍ وأفراداً، يفسرون التعامل الدولي المرن معهم، ومحاولة ثنيهم عن ممارستهم للعدوان على أنه ضعف من الطرف الآخر، وتحاشٍ عن مواجهتهم، مما يعزز من تمسكهم بسلوكياتهم، والإمعان في وضع كل إمكاناتهم في مواجهة أي محاولات لمنعهم من إيذاء الآخرين، وهي حالة نعيشها الآن مع جرائمهم صباح مساء.
* *
والمؤسف حقًا أن يكون موقف المنظمات الدولية بمندوبيها وممثليها والوسطاء موقفاً حيادياً منها، وتعاملاً متوازناً، مما يبطئ في إيقاف نزيف الدماء، ويؤخر حسم الموقف لصالح المدنيين الأبرياء، ولنا بما يجري في اليمن وأفغانستان وسوريا وليبيا وغيرها خير دليل، وأكبر برهان.
* *
والإرهاب تقوده دول، وتتبناه مجاميع، ويمارسه أفراد، ما يعني أننا أمام مرحلة خطيرة يتزايد فيها الإرهاب، وتتوسع فيها دائرة المجرمين، وتمتد المساحة المتاحة لهؤلاء ليمارسوا جرائمهم لتشمل دولاً في كل قارات العالم، دون أن تُحسم هذه الممارسات الإرهابية لصالح المدافعين عن حق الدول والأفراد وحقوق الإنسان، بسبب غياب التعاون الدولي، وتباين السياسات بين الدول.
* *
وحيث إن الإرهاب قد تنامى في المرحلة الحالية، وتوسَّع، وتنوَّع، وتعددت مصادره، واختلفت بيئاته، فإن المرحلة القادمة بحسب القراءات والتقديرات ربما تكون أشد، وأعصى على الحل، الأمر الذي يجعل من اجتثاث بؤره من الآن أمراً مطلوباً، إذا أردنا أن يكون إرهاب المستقبل محسوباً لصالح الأمن والسلام في العالم.
* *
هذه بعض من الهموم عن دول العالم في مواجهة الإرهاب القادم بقوة، وبعض من قراءات أحسبها تتناغم في تحليلاتها وتوقعاتها مع ما هو آت في المستقبل، فإلى أين نحن ذاهبون؟!