د. عبدالرحمن الشلاش
في السيارة يعبث المتهور بجواله فيفقد السيطرة عليها لتنحرف ذات اليمين وذات الشمال وقد تتطور الأمور لتنقلب أو تصطدم بالسيارات الأخرى وكثير من الوفيات أو الإصابات القوية كانت بسبب هذا السلوك المشين والمرفوض والذي قد يودي بحياة قائد السيارة وغيره.
تصور هذا المنظر غير الحضاري تحول للموظفين في القطاعات الحكومية والشركات، حيث يقضي الموظف المحترم معظم وقته متصفحاً جواله غير مهتم بالمراجعين أو الزبائن. قد يعذر موظف يتصفح الجوال أو يكتب رسالة في وقت الفراغ من العمل لكن أن يكون الجوال ملتصقاً بيده طول الوقت فهنا تكمن المشكلة.
وقفت أمام ذلك الموظف في شركة ما وهو يعبث بجواله، ألقيت عليه السلام ثم قلت له لو سمحت. أجابني «هاه.. هاه» قلت له ركِّز معي لو سمحت.. بدا متذمراً وكأني قد قطعت عليه لحظات أنسه ومتعته وكأني مراجع ثقيل.. قام بتثاقل وبنفس غير راضية ليقضي لي ما جئت من أجله!
كم من موظف بهذه الصفة.. قد يفقد وظيفته بسبب جوال. قد لا يعلم أن الانضباط والالتزام والتركيز والإنجاز المستمر من أهم عوامل النجاح في العمل.. ومن التركيز أن يتفرَّغ الموظف تماماً لخدمة المراجعين والزبائن وأداء المهام وكأنه نحلة يتنقَّل بهمة وخفَّة ليؤدي مهامه على الوجه الأكمل ويترك صورة جميلة وانطباعاً رائعاً لدى الزبون.
أمر غير مستساغ أن يقف المراجع أو حتى المشتري في محلات بيع الجملة أو المعارض الكبيرة منتظراً حتى يفرغ الموظف من تصفّح جواله أو المزاح مع زملائه المشاغبين والذين بالتأكيد تحولوا إلى عبء ثقيل ربما يفكر صاحب العمل بطردهم في أي لحظة.
الجوال وسيلة اتصال وتواصل نافعة ومفيدة لكن عندما يتحوّل لوسيلة ضارة ومضرة تعطِّل العمل وتؤدي إلى تعطيل الناس فهنا لا بد من وقفة جادة من أصحاب الشأن!