من أهم الأهداف الاستراتيجية في رؤية المملكة العربية السعودية 2030م التركيز على: وطن طموح، ومجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر.
ويُعد التعليم عنصرا أساسيا لدعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، لأنه يمثل حجر الزاوية في الوطن لتزويد الطلاب والطالبات بالمعارف والعلوم اللازمة، وإكسابهم مهارات تفيدهم في حياتهم، وتعديل السلوكيات بما يتوافق مع قيم معايير المجتمع، واكتشاف القدرات والمواهب لرعايتها ودعمها لتتحول من فكرة في العقل إلى شيء ملموس (أداة) يستفاد منها كمنتج يخدم الوطن وأفراده.
لذا تضافرت جهود وزارة التعليم في اكتشاف الطلاب والطالبات الموهوبين، وتقديم الرعاية المناسبة لهم إيمانًا بأهمية الاستثمار في الإنسان، والتحول إلى مجتمع معرفي تتحقق فيه التنمية المستدامة التي أكدت عليها رؤية المملكة العربية السعودية 2030م.
وقد تبنت وزارة التعليم مجموعة من المبادرات والمشاريع التي من شأنها دعم الطلاب والطالبات الموهوبين، ومن هذه المشاريع برنامج «الموهبة للجميع» الذي يهدف إلى تحقيق هدف استراتيجي لدى وزارة التعليم وهو «تحسين البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والابتكار»، وتكمُن أهمية هذا المشروع في التوسع والتنوع في تقديم برامج وخدمات رعاية الموهوبين بهدف الوصول إلى جميع فئات الموهوبين وتلبية احتياجاتهم في شتى المجالات المتنوعة من إبداع وابتكار واختراع، والمجالات العلمية والثقافية والاجتماعية..إلخ.
ومن التجارب الرائدة في دعم برامج الموهوبين على مستوى دول العالم، تجربتا دولتي الولايات المتحدة الأمريكية واليابان.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية تم دعم برامج الموهوبين من خلال عدة مجالات، منها:
أولًا/ الإثراء التعليمي، بتقديم برامج وأنشطة إثرائية لإكساب الطلاب والطالبات الموهوبين خبرات إضافية، مثل: مسابقات، رحلات، زيارات، بحوث، محاضرات..إلخ.
ثانيًا/ التسريع التعليمي، من خلال الالتحاق المبكر برياض الأطفال أو الصف الأول الابتدائي، وتخطي بعض الصفوف الدراسية (الترفيع الاستثنائي)، وضغط أو تركيز المقررات أو الصفوف، وتسريع محتوى المقررات.
ثالثًا/ التجميع، من خلال تجميع الطلاب والطالبات الموهوبين في مجموعات لتقديم برامج خاصة لهم، مثل: برنامج مهارات حياتية، وبرنامج حل المشكلات..إلخ.
وفي اليابان ثم دعم برامج الموهوبين من خلال عدة مجالات، ومن أهمها:
أولًا/ إنشاء مدارس تربية الذكاء، والتي قد تصل لأكثر من 400 مدرسة متخصصة في تربية الذكاء لدى الطلاب والطالبات الموهوبين، باعتبار أن الذكاء إحدى المهارات العقلية المهمة لدى الإنسان.
ثانيًا/ إنشاء مدارس خاصة بتدريس الرياضيات، تعتمد بالدرجة الأولى على تعليم الطلاب والطالبات الموهوبين الرياضيات، والتي يعتمد عليها لتقييم مستوى التعليم في الدول عن طريق نتائج اختبارات تيمز وستيم وبيسا.
ثالثًا/ إنشاء معهد خاص بالابتكار يلتحق بها المهتمون بالابتكار أي: تطبيق الأفكار الجديدة لتكون ذا قيمة.
رابعًا/ إنشاء مدارس إضافية يلتحق بها الطلاب والطالبات الموهوبون اختياريًا في الفترة المسائية أو في فصل الصيف خلال الإجازة الرسمية للطلاب والطالبات.
ومن التجارب الرائدة في دعم برامج الموهوبين على مستوى دول الخليج، تجربتي دولتي الإمارات العربية المتحدة والبحرين.
ففي الإمارات العربية المتحدة تم اعتماد مراحل برامج الموهوبين كما يأتي:
أولًا/ الاكتشاف، بوضع إطار يشمل منهجيات وأدوات لاكتشاف الموهوبين.
ثانيًا/ الرعاية، بوضع نظام لتصميم وتنفيذ برامج وأنشطة لرعاية الطلاب والطالبات الموهوبين.
ثالثًا/ الريادة، بتصميم واستحداث منصات وبرامج تنافسية للطلاب والطالبات الموهوبين.
وفي البحرين تم دعم برامج الموهوبين من خلال عدة مجالات، ومن أهمها:
أولًا/ توفير بعثات خاصة للطلاب والطالبات الموهوبين.
ثانيًا/ تأهيل عالٍ للكوادر البشرية القائمة على قيادة برامج الموهوبين.
ثالثًا/ تنويع برامج الموهوبين في التعليم عن بعد، والتي أظهرت لهم مواهب متنوعة من أهمها: موهبة الخط العربي.
ختامًا..
اكتشاف ودعم الموهوبين ليس مقتصرًا على المدرسة فحسب، بل إن الأسرة ووسائل الإعلام لهما دور فعال في التعاون والتكاتف مع المدرسة لدعم الموهوبين واكتشاف قدراتهم وإمكانياتهم ورعايتها لإيجاد أفراد منتجين للمعرفة، وهذا ما تطمح إليه رؤية المملكة العربية السعودية 2030م بأن يكون الوطن مُنتج المعرفة بدلا من استهلاك المعرفة.
** **
Mosaedsaeed@hotmail.com
@Mosaedalbakhat