يمرُّ العالم اليوم بظروف مختلفة عمَّا كان عليه الحال في نهاية القرن العشرين، بل لعلَّ القرن المنصرم في بعض الأوجه كان أكثر إشراقاً وأكثر أمناً وأماناً.
وقد بدأت تظهر في العالم العربي والإسلامي كثيرٌ من المتاعب والمشاكل التي كانت في غالبها مستورة من العالم الغربي من خلال تدخلاته وتصرفاته التي لم تكن تراعي ظروف وأحوال الناس بقدر ما كانت لديه خططٌ تهدفُ لنيل مطالب محددة.
وفي تقييم سريع نجد أن العالم العربي تعرض لكثير من المظالم والظلم من قبل القوى الغربية، وقد سالت الدماء في كثير من الوطن العربي، ولم يكن للغرب أي محاولة جادة لإيقاف القتل والدمار، ولم تُبذل جهود تذكر في ذلك.
إن الجهود الغربية كانت في غالبها شجب واستنكار، وفي بعضها تجاهل وعدم اهتمام، وفي بعض الأحداث كانت إثارة الفتن والقال.
إن الأحداث التي مرّت بالعالم العربي في العقد الأخير لم تترك للغرب بما كان يدعو إليه من المبادئ والقيم التي تدعو للتسامح والتعاون في تحقيق سعادة الإنسان ورفاهيته.
وفي حين تعرضت دول عربية لها وزنها وكيانها في تاريخ العرب لم يكن بدٌ من بقية الدول العربية التي سلمت من تلك الفتن القيام بدور الأخ الناصح والمشفق على بقية الدول العربية، ومحاولة تجنيب المنطقة مما أصاب بعض الدول العربية، والوقوف مع الدول التي تعرضت فلم يكن مؤهلاً في هذه اللحظة إلا الدول الخليجية.
وكانت السعودية هي الدولة الشقيقة الكبرى لبقية دول الخليج، وقد قامت المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله- بالكثير من الجهود في الملفات الإقليمية والعربية والإسلامية، وتحملت الكثير والكثير من الجهد، وأنفقت الكثير من الخبرات، وبذلت الدعم اللازم، ووفرت الموارد المطلوبة، وقدمت بذلك ما هو المطلوب في اللحظة الراهنة.
وحين يعترف الكلُّ بهذا الدور المهم، ومع ما تعرضت له المملكة من محاولة تشويه لسمعتها تارة، ومحاولة تشويه صورة قادتها تارة أخرى.
ورغم ما يحاول كثيرٌ من الجهات المعادية للمملكة، ورغم آلة الإعلام في التشويه ومحاولة بث الشك وعدم اليقين في خططها، والافتراء على دورها.
رغم ذلك كلّه تبقى جهود المملكة بارزة في الصعيدين العربي والإسلامي، وفي الصعيد الإقليمي والعالمي.
إن المحاولة البائسة التي تبذلها جهاتٌ معادية للمملكة ومعروفة في بعض الدوائر الغربية للنيل من قيادتها، والافتراء عليها، ومحاولة الإساءة لها، وتشويه سمعتها فإن تلك كلها سوف تبوء بالفشل، لماذا؟، نعم لماذا؟
الجواب واضحٌ للمواطن السعودي، وواضح كذلك للأشقاء العرب؛ لأن العلاقة بين القيادة وشعبها هي علاقة ولاء وحب، نعم هي علاقة حب وولاء، نعم علاقة تقوم بالطاعة من قبل الشعب، وبالرعاية الأبوية من قبل ولاة الأمر.
إذا كان البعض يعتبر العلاقة بين ولاتنا وشعبنا مثل علاقة القيادة الغربية بشعوبها فهو مخطئ وواهم، الفرق بين العلاقتين كبير جدًا بحيث لا تقارب.
ومن هنا تبقى السعودية منارة تجمع بين شموخ قيادة وولاء شعب فتصبح بذلك منارة الحب بين القيادة وشعبها، وتُظهر الأزمات والعقبات التي تعترض طريق مسيرة المملكة دليلاً على وفاء هذا الشعب لقيادته.
إن وفاء هذا الشعب لقيادته لا حدود لها، ومن أراد الدليل والبرهان من غير أبناء الوطن من الشعوب الأخرى فلينظر إلى تصرفات أبناء الوطن وحبهم وولائهم من خلال التغطية الإعلامية المباشرة، ومن خلال الهشتاقات التي ظهرت خلال الأيام الأخيرة.
ولم يكن الوفاء قاصراً على أبناء الوطن فحسب بل امتدَّ للشعوب الخليجية الأخرى فشاركت وعبَّرت عن مشاعرها عبر تلك الوسائل، وأدانت محاولة استهداف المملكة وقيادتها.
لقد كان هذا التلاحم منقطع النظير محل اهتمام المحللين في العالم وأبهرتهم صورة التلاحم، والشعب السعودي دوماً في الدفاع عن قيادته رجلاً واحدًا، وفي الدفاع عن الوطن رجلاً واحدًا، وفي مواجهة الخصوم عنيدًا.