د. عبدالرحمن الشلاش
أحمل في جيبي هويتي الوطنية ماذا يعني هذا الأمر؟ هو ببساطة أن هذه الهوية تتيح لي أن أعيش على أي شبر في هذا الوطن وأن أعمل في أي مكان دون أية عوائق.
ببساطة أيضاً يستطيع مواطن من الشمال أن يحمل أمتعته ويذهب إلى الجنوب لأي مدينة أو قرية دون عوائق أو صعوبات، فالوطن بموجب هذه الهوية الغالية يفتح ذراعيه لكافة أبنائه السعوديين دون تفرقة للإقامة في أي جزء منه متى أرادوا.
المستثمر يستطيع التحرّك بأمواله لإقامة مشاريعه في أي منطقة أو محافظة أو مدينة، وطالب العلم من الدمام يستطيع الذهاب للرياض أو القصيم أو حائل أو الجوف أو تبوك للدراسة في جامعاتها.
المناطق الزراعية والصناعية والتجارية في أي جزء متاحة لكل سعودي دون استثناء لا فروق قبلية أو مناطقية أو مذهبية أو أي توجهات أخرى.
حديث دار بيني وأحد الزملاء من منطقة مجاورة كان يقول كنا في السابق نقصر الفرص والاستثمارات في المنطقة على أهلها واليوم اختلفت الأمور فنجد في منطقتنا مستثمرين وطلاباً من مناطق أخرى، قلت له نعم وهذه الميزة العظيمة فجواز مرورك عبر هذه الأرض من خلال هويتك الوطنية التي تجاوزت كل معوقات المناطقية والقبلية والمذهبية، فكل مواطن يتحرك بموجب رقمه الوطني بخاناته العشر.
هوية وطنية سعودية تجمع أبناء الوطن الواحد بعد أن تشكَّلت الشخصية السعودية عبر السنوات الماضية بلهجة متقاربة وعادات وتقاليد مشتركة وطقوس اجتماعية غير متفاوتة وأيام وطنية؛ بمعنى أن الثقافة السعودية قد تشكّلت تماماً خلال العقود الماضية ولا شك أن ذلك قد تم بعد جهود عظيمة من الحكومة، إذ وحدت كافة القنوات الإعلامية وأخرجتها من العباءة المناطقية وعزَّزت من الاحتفاء بيوم الوطن والعيدين الدينيين الفطر والأضحى وربط كافة المناطق بمنظومة واحدة ونظم وإجراءات وقوانين واحدة مع القضاء على كافة أشكال العنصرية أو الفئوية أو تقسيم المجتمع لشرائح، فالهوية الوطنية واحدة وهي الوسيلة الآمنة للمواطن كي يتحرك في كل أرجاء وطنه متى أراد.