سمر المقرن
لم يكن يوم أمس الأول يوماً عاديّاً، فقد احتفل العالم باليوم الدولي للمرأة الذي يتخذ هذا العام عنواناً هو: (النساء ودورهنّ القيادي: تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم يسوده جائحة كوفيد-19». ومع أن النساء وقفن في الخطوط الأمامية لمكافحة الوباء، إلا أنه وبحسب آخر تقارير الأمم المتحدة تبيّن أن هناك نساء يعملن في نفس الوظيفة مع الرجل مع ذلك يتقاضين رواتب أقل بنسبة 11 % وهذا ما وجد عند تحليل فرق العمل لكوفيد-19 ومن 87 دولة أن 3.5 % فقط منهم قد حقق التكافؤ من حيث النوع الاجتماعي. وفي هذا الوارد من المهم التوضيح لكل فخر واعتزاز أن المملكة حققت المساواة كاملة في الأجور، بل إن نظام العمل يمنح المرأة تمييزاً إيجابياً في كثير من البنود الخاصة بالإجازات غير موجودة في أنظمة غالبية الدول الأخرى.
قدمت المرأة وعلى كافة الأصعدة في كل دول العالم الكثير في هذه الجائحة، وهذا هو دور المرأة الحقيقي منذ خلق الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها، فهي تضحي بالروح من أجل الأسرة والمجتمع والوطن سواء أن كانت سيدة بسيطة تلوَّنت يداها بلون الزيتون الذي تجمعه لتحصل على أجر تساهم به في تعليم أبنائها لتغير وجه التاريخ، تماماً مثلما فعلت نساء شهيرات عبر الزمان ومنهن «إيفون ديغول» زوجة الرئيس الفرنسي الأشهر «شارل ديغول» الذي ذهب مع زوجته يوماً لتناول الطعام في أحد المطاعم فأخبرها صاحب المطعم أنه كان معجباً بها أيام الجامعة ولكن لم يتمكَّن من البوح بحبه لها، فأخبرت ديغول بذلك فابتسم قائلاً: لو أخبرك بمشاعره يومها لكنت الآن زوجة رئيس مطعم، فردت عليه لو أخبرني بمشاعره لصار الآن رئيساً لفرنسا.. نعم إنها المرأة التي تغيّر وجه العالم دائماً وأمثال إيفون كثيرات مثل الملكة فيكتوريا التي حكمت بريطانيا 63 عامًا فأحدثت فيها طفرة اقتصادية عظمى وإليزابيث بلاكويل أول امرأة تحصل على شهادة الطب في أمريكا، وكوكو شانيل أيقونة الموضة في القرن الـ20، ودورتي هودجكين العالمة البريطانية الحاصلة على جائزة نوبل لاختراع هيكل البنسلين والأنسولين وغيرهن الكثيرات، حتى الأمهات البسيطات يمارسن مهامهن اليومية في التربية والعمل والدعم لأفراد الأسرة والمجتمع وهذا دور عظيم، إنها المرأة شريكة الحياة ونصف الكرة الأرضية التي تستحق احتفالاً يومياً وليس يوماً واحداً في العام، وهو ما يحدث في وطني الآن بفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده «صانع الغد» الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- اللذين يسارعان ويسابقان الزمن في تحقيق رؤية 2030 وتمكين المرأة السعودية، فرأينا لأول مرة السعودية تحتل أماكن قيادية كرئيسة جامعة وسفيرة، وغيرها من المناصب القيادية، ناهيك عن عشرات القوانين التي تعيد للنساء حقوقهن كشريكات في الحياة وعضو فعَّال في بناء الوطن.
كل عام وكما قال شكسبير: (المرأة كوكب يستنير به الرجل، ومن غيرها يبيت الرجل في الظلام).