على مر العصور يشهد الطب التجميلي كغيره، تطوراً سريعاً وملموساً، مما أحدث هذا التطور طفرة في هذا المجال خاصة في التقنيات المستخدمة به، كما وتعتبر أسباب عمليات التجميل باختلافاتها من عيوب أو مشاكل تتعلق بالمظهر الخارجي، أو الشكل الذي يعاني منه الفرد، تجعله باحثاً عن حلول تعتبر الأنسب من هذه الحلول هي العمليات التجميلية وخاصة معالجة التشوهات الخلقية وتشوهات الحوادث الطارئة، وتظل مسؤولية جراح التجميل هي المهمة، إذ تشمل العنصر الجراحي والعنصر الفني اللذين يميزان قدرة الطبيب في نجاح العملية التجميلية.
كثيرة هي الحالات لنساء طلبن تغيير ما قد أجراه طبيب سابق لهن لأجل الحصول على شكل يشبه صورة فنانة ما، قد أعجبن بها.
وهذا سبب من أسباب الهوس التجميلي ألا وهو عدم الرضا الداخلي والخارجي الذي أتطرق به في هذا المقال:
أولاً: تقليد صور النجوم، كما لو كان النجم أو الفنانة أو صورة امرأة بإعلان، زينه الفلتر والفوتشوب لتكون صورة أشبه بالخيال، إذ يعمل الفلتر بتقنياته على تغير ملامح وصقل البشرة وتحديدها أكثر من اللازم الأمر الذي يدفع البعض للانبهار والركض وراء عمليات التجميل لتحقق الصورة نفسها.
ثانياً: الأصباغ والمساحيق التي باتت تعمل بشكل لافت على تغير شكل الوجه، والصرف على تلك المساحيق المكلفة بأنواعها تعد هوسًا كذلك.
ثالثاً: أن تتحول المرأة بتفاصيل شكلها الجمالي إلى امرأة أخرى لا تشبهها، إذ يكون الانتفاخ في الخدود أو الشفاه مبالغًا فيه وزائداً عن حده. مكررة هذا الإجراء ليتحول إلى هوس تجميلي والدخول في دائرة لا يمكن الخروج منها.
رابعاً: التقليد الأعمى وهو بحد ذاته خلل نفسي، لابد من علاجه أولاً والرضا بما أحسنه الله في خلقنا ونتقبل أشكالنا.
نعم لقد شهدنا حالات عديدة لسيدات قمن بإجراءات وعمليات غيرت شكلهن وندمن بعد ذلك مباشرة فأصبحن يطالبن بالرجوع والخضوع لعمليات أخرى كي يعدن إلى ما كنَّ عليه سابقًا.
إن نساء المملكة اليوم بمختلف أعمارهن -ولله الحمد- يتمتعن بثقافة عالية بالعمليات والإجراءات التجميلية.
إذ أصبحت المرأة مطلعة وملمة بكل أنواع التجميل، وكان لإعلامنا الدور الكبير في نشر هذه الثقافة من خلال البرامج التلفزيونية ووسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والسوشل ميديا وكفاءة أطبائنا بمختلف تخصصاتهم وخبراتهم العالية التي ساهمت وبشكل كبير في الحد من السفر للخارج لإجراء تلك العمليات التجميلية والتي ربما تنعكس سلباً على شكلهن.