عثمان بن حمد أباالخيل
المطبات الجوية للطائرة تحدث نتيجة التغير المفاجئ على درجة الحرارة خارج الطائرة ما بين صعود وهبوط نظراً لاختلاف درجة الحرارة، كذلك حين دخولها في غيوم عالية، وأسباب أخرى، لكنها في بعض الأحيان تخيف المسافرين وترعبهم.
شخصيًّا مررت بمطبات جوية مخيفة مرعبة في سماء شرق آسيا. هذه المطبات على العموم لا تؤثر على الطائرة.
في حياتنا نمرّ بمطبات خفيفة وقوية، وبينهما متوسطة، الكثير مِنا من يتجاوزوها بسهولة، أو يتعايش معها، لكنها مطبات معروفة. هذه المطبات قد تكون اجتماعية أو اقتصادية أو وظيفية، وعلى الإنسان أن يرضى بقضاء الله وقدره، وعليه أن يتسلح بالإيمان والتقوى والقناعة. ليس من السهل أن نجعل حياتنا خالية من المطبات؛ فنحن بشر، نشعر بالمطبات مهما كانت ومهما كان مصدرها.
في حياتنا هناك فجوات بين ما تؤمن به وما نقوم به. هذه الفجوات تحدث بين الناس، وتتغير باستمرار. فجوات تتسع مع الزمن، وتتعمق. من هذه الفجوات الفجوة بين الآباء والأبناء، وفجوة سحيقة بين الأنا والآخر، وفجوة بين المثقف والمجتمع، والفجوة الفكرية، والفجوة بين الزوجين، والفجوة بين الإنفاق والدخل، والفجوة بين المنتج والمستهلك، والفجوة بين الأجيال في بيئة العمل، والفجوة العمرية، والفجوة العاطفية.. كلما اتسعت الفجوة بين الإنسان وما يحيط به ازداد الإنسان بعداً عن ردمها.
ردم الفجوة مسؤولية من؟ كيف يردم الإنسان الفجوة التي يعيش على حافتها؟ الطرف الآخر هل يسعى لردم الفجوة أم إنه يتلذذ وهو يعيش على حافتها؟ أهذا معقول؟ هذا ما قد يحدث في بعض الفجوات الإنسانية.
لا يختلف اثنان على أن الفجوة مها كان اتساعها وعمقها لا بد أن تردم أو تتقارب حافتاها، وهو أقرب إلى الواقع في عصرنا. ردم الفجوات ليس سهلاً وإن بدا ذلك.
الحياة تحوي كل شيء، جمالاً وقبحاً، ونوراً وظلاماً، وفرحاً وحزناً.
سلسلة لا متناهية من عالم سريع الحركة والنمو. الأيام تتسابق، والسنوات في تغير بملامح وأفكار الناس باستمرار. ينسى الآباء في كثير من الأحيان أنهم كانوا في يوم من الأيام أطفالاً، والمعلمون إنهم كانوا طلاباً، والمديرون أنهم كانوا موظفين، والاستشاريون أنهم كانوا أطباء، والرياضيون إنهم كانوا يلعبون في الأحياء. عالم واسع.. ننسى كيف كُنا وكيف أصبحنا، فلماذا نوسع الفجوة مع الآخرين.
ملامح وأفكار الناس تتغير باستمرار، لكن لماذا يصر البعض على ترك الفجوة دون ردم.
من أقوالي: (إذا حسنت النوايا أصبح الطريق مُضيئًا، وردمت الفجوة).
الخلاصة: أصر على ردم الفجوة مع الطرف الآخر أو التعايش معها، وحاول الالتفاف عليها. وإن ترك الفجوة دون ردم أمر خطير بعدم معرفة الطرف الآخر، والدخول في العزلة. وما أقسى العزلة.
لكل فجوة سبل لردمها إذا أراد الطرفان أن يقتربا لبعضهما.