أحمد المغلوث
ظلت المملكة ومنذ تأسيسها وتوحيدها على يد المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وهي مهددة في أمنها، خاصة بعدما أنعم الله عليها باكتشاف النفط في أراضيها الطيبة. ولكونها قبلة المسلمين في مختلف دول العالم، وسعيها الحثيث نحو التضامن الإسلامي عندما قام الملك فيصل -رحمه الله- لنشره وتأكيده بين مختلف الدول الإسلامية من خلال زياراته العديدة لدول إسلامية مختلفة في آسيا وإفريقيا؛ مما ضاعف من مكانتها وجعلها خلال عهود ملوكها الراحلين -رحمهم الله- تؤثر وتشكل سياسة نموذجية تحتذى بل وتتسم بالاستمرارية حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية- وولي عهده المحبوب الأمير محمد بن سلمان، ومن ثم وبعد ما وصلت إليه المملكة من مكانة عالمية فكان من الطبيعي أن تثير هذه المكانة غيرة وحسد وحتى حقد بعض الدول، خاصة الجارة المزعجة (إيران) التي سعت ومنذ قدوم نظام الملالي إلى محاولات عدة هنا وهناك لتصدير ثورتها وطائفيتها الممجوجة، بل راحت تدفع مليارات الدولارات لشراء قيادات وتكوين أحزاب موالية لها والسير في ركابها، ولم تتردد في أن تمارس أبشع الأساليب لنشر خططها وبرامجها المختلفة ذات السمات المذهبية التي من خلال مليارات النفط أن تحتضن الآلاف من ضعاف النفوس في العراق وسوريا ولبنان واليمن بل وحتى في دول أخرى في محيط منطقة الشرق الأوسط؛ مما ساهم في نشر المليشيات وحلفاء النظام والدولار.
بصفة عامة لقد واجهت المنطقة خلال العقود الأربعة الماضية وأكثر وحتى اليوم تحدياً كبيراً، وهو كيف يمكن لقادة المملكة بشكل خاص والخليج بشكل عام احتواء المطامع الإيرانية التي هي صلب الأزمة في المنطقة بل والعالم. ولا شك أن هذه الأزمة ازدادت تعقيداً بعدما استطاع النظام الإيراني السيطرة على «مليشيات الحوثي « التي والحق يقال لم تقصر أبداً في دعمها بملايين الدولارات وبالأسلحة والصواريخ المهربة من خلال العديد من الطرق والأساليب والقنوات، فما دام هناك مال يُدفع فستوجد نفوس» تبلع»، نفوس لا يهمها أن هذه السلاح سوف يتسبب في سقوط المئات من الضحايا من بني جنسهم أو حتى لمن قاومهم من أبناء اليمن الذين يرفضون طائفيتهم أو أبطال الحكومة الشرعية التي تم اختطاف سيطرتها على مدن مهمة في «اليمن السعيد »، ومنذ أضحت أجزاء من مناطق اليمن تحت سيطرة المليشيات الحوثية « وشعب اليمن يئن حتى من أبناء الطائفة نفسها، وبات الملايين من أبناء اليمن يبحثون عن لقمة العيش وحتى الدواء.
المال والغذاء باتا محصورين لدى قادة هذه الميلشيات الذين باتوا يملكون المليارات وأصبحوا كما يقال «أغنياء حرب» عبر استغلال مختلف المجالات في المدن اليمنية، اقتصادية وتجارية وحتى تقنية. فلا عجب بعد هذا أن تسعى المملكة كشقيقة كبرى أن تحاول جاهدة أن تعيد المياه إلى مجاريها، وتساهم بفاعلية في إعادة الشرعية لليمن ليعود كما كان سابقاً يمناً سعيداً يعيش الأمن والاستقرار، وشعب اليمن كلهم إخوة تشرق عليهم كل يوم شمس «اليمن» بالحب والإخاء.. بدلاً من سفك الدماء صباح مساء.. والمملكة قبل وبعد لا تهدف إلا لهدف واحد وهو أن يكون اليمن يمناً لليمانيين لا يخضع لسيطرة أنظمة تمتص مقدرات أرضه وشعبه، وتدق إسفين الطائفية بين شعوب أمته العريقة.