يوسف بن محمد العتيق
لمن لا يعرفه (وهو معروف عند الكثير) الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن الماضي، الوكيل الأسبق بوزارة الداخلية يملك قلما راقيا، وعبارات رائقة كما يقول الأدباء.
بعد تقاعده أصدر العديد من الكتب التي تدور في مجملها بين تاريخنا المحلي من وبابة مسقط رأسه «سدير» أو مكان ولادته «الأرطاوية» وكلاهما عينان في رأس.
ومن كتابات ابن ماضي التي تشدني ما كتبه خارج السياق الجغرافي من كتب متعددة مثل كتاب «خواطر وأحاديث للأبناء»، أو (التوثيق الأسري) أو (نوادر من النثر) وأخيرا كتابه الذي صدر مؤخرا تحت عنوان (شواهد من محطات العمر)
أقول في كل هذه الكتب أجد في سطور ابن ماضي وأحيانا بين السطور جانبين مهمين:
الأول: الاستئناس بقصص وشواهد من التاريخ المحلي أو التاريخ الشخصي لخدمة فكرة أو موضوع يريد أن يوصله للقارئ.
والثاني: أن مكانته الاجتماعية والعائلية جعلته يتحدث بأسلوب أبوي لأفراد أسرته (وهي أسرة كبيرة عددا ومكانة) بالدرجة الأولى ولبقية المجتمع.
ابن ماضي في كتابه الأخير (شواهد من محطات العمر) يريد أن يضع محبيه ومتابعيه أمام خلاصة تجربته التي جاوزت الثمانية عقود، فهو يقول لهم: استفيدوا من تجربتي وتعلموا من أخطائي، واقتدوا بصوابي. وما يقوم به أبو عبدالمحسن في كتابه هذا وكتبه السابقة إنما هو يندرج في مشهد قديم قدم وجود الشخصيات الكبيرة والموجهة التي تخاف على مجتمعها وترجو له الرقي والتطور.
باختصار ابن ماضي في كتابه هذا يوجه رسائل عائلية ومجتمعية ووطنية.
أما خلاصة الرسالة التي خرجت بها من خلال قراءتي لما يكتبه ابن ماضي: لتكن تجاربنا في الحياة نبراسا هاديا ومرشدا لكم في مسار حياتكم... فقد قدمنا الكثير من المال والصحة والصبر حتى نصل إلى ما وصلنا إليه الآن....
هذا ما فهمت من رسالة ابن ماضي؟
فهل فهمي في محله أم أني فكرت خارج الصندوق؟