د.نايف الحمد
منذ أن أعلنت إدارة نادي الهلال إقالة المدرب الروماني (رازفان) بدأت إرهاصات عودة الفريق للطريق الصحيح.
- كانت البداية أمام الاتفاق حيث قدم الفريق أداءً مقنعاً توّجه بثلاثية أسعدت جماهير (الموج الأزرق).. ثم واصل الفريق جموحه في لقاء النصر، وقدم شوطاً أول رائعاً كان باستطاعته الخروج منه بغلّة من الأهداف قبل أن تدخل المباراة في صراع آخر بعيد عن الأداء الفني، كانت تبعاته خروج الفريق عن أجواء المباراة، وبالتالي خسارة ثلاث نقاط كانت في متناول اليد.
- في مباراة الفتح كشّر (الزعيم) عن أنيابه وظهرت لمسة المدرب (ميكالي) سواء كان ذلك على مستوى الأداء أو التكتيك أو حتى التشكيلة، حيث زج بالمهاجم عبدالله الحمدان من بداية المباراة، فظهرت فعالية الهجوم واستطاع الزعيم تسجيل خماسية في شباك النموذجي.
- في آخر المباريات أمام الرائد حقق الهلال أول انتصارين متتاليين منذ ديسمبر الماضي، وتجاوز الظروف الصعبة التي واجهته أثناء المباراة بعد طرد البليهي واحتساب (ضربة جزاء) عادل بها الرائد النتيجة.. إلاّ أن إصرار نجوم الهلال وروحهم جلبت الانتصار في آخر رمق من المباراة.
- هذا الفوز زاد من نسبة التفاؤل لدى أنصار الفريق وثقتهم بقدرة الفريق على المضي في ملاحقة المتصدر الشباب، خاصة بعد تعادله مع القادسية وبقاء الزعيم على بعد ثلاث نقاط من الصدارة.
- الجميع يعلم أن هذا المارد عندما يستيقظ لا يمكن لقوة أن تهزمه، كما أن أنصاره لم يتعودوا أن يروه مستغرقًا في سُبات، وغيابه لا يتجاوز استراحة محارب.. صحيح أن الفريق عانى من انخفاض في أدائه ونتائجه لكن (الموج الأزرق) سرعان ما يعود للمد استجابة لنداءات عشاقه.. هذه الجماهير التي لطالما كانت هي الوقود المحرك (للآلة الزرقاء)، وهي الحامي -بعد الله- لهذا الكيان، وعندما تشعر بأن أسواره قد تتداعى تهب بشموخ.. تحيط به وتدافع عنه وتسهر لتحرسه حتى يستعيد قوته ويعود لسابق عهده.
- في تاريخ الهلال الكثير من الانتصارات وقليل من الانكسارات.. بعضها مؤلم، ويكفي لجعل أي فريق يئن تحت وطأتها لسنوات، لكن ذلك لا يحدث في الهلال.. فما أن تلم به نائبة حتى تجد أنصاره يتحلّقون حوله ويعملون لتحقيق هدف واحد هو عودته لمكانته كزعيم مهاب لا يرضى إلاّ بالقمة.
- في الهلال تتغير الإدارات واللاعبون والأجهزة الفنية ويبقى أمر واحد لا يتغير.. إنها (تقاليد الكيان) ومبادئه التي قام عليها.. تقاليد يغلّفها البياض والصدق والحفاظ على حقوق الآخرين.. هذه المبادئ حوّلت هذا النادي إلى اسم كبير في عالم كرة القدم وأكسبته حب الملايين من العشاق في أقطار المعمورة.. (وهل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان).