«الجزيرة» - الرياض:
استنكر المشاركون في المؤتمر الدولي لجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية عدوان الميليشيات الحوثية الإرهابية على المملكة، وخرقها القوانين الدولية والإنسانية.. وأكدوا في بيان اختتام المؤتمر الذي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تضامنهم مع المملكة في جميع الإجراءات التي تتخذها لصد هذا العدوان، داعين إلى توحيد الصف وجمع الكلمة في جميع الدول الإسلامية، ونبذ الجماعات والأحزاب الإرهابية.
وأكدوا رفضهم واستنكارهم الحملات الإعلامية والسياسة المغرضة ضد قيادة المملكة العربية السعودية، والعمل على استهدافها لأغراض سياسية جلية لكل ذي لب رشيد محاولة لزعزعة مكانتها كرائدة للعالم الإسلامي والعمل الإنساني في ظل الجهود التي تبذلها لمحاربة التطرف والغلو والتشدد، ودعوتها المستمرة للسلام والتسامح والتعايش مع الآخر، وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال، وجهودها الإنسانية الخيرة في شتى بقاع العالم.
وأيّد المشاركون في المؤتمر ما اتخذته حكومة المملكة من الإجراءات الاحترازية في الحرمين الشريفين في ظل جائحة كورونا التي عمّت العالم بأسره حفاظًا على سلامة قاصديهما، مثمنين عنايتها الفائقة بسلامتهم وأداء شعائرهم، ومقدرين عاليًا خدمة المملكة للحرمين الشريفين وعمارتهما، ومشاريع التوسعة التاريخية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وما تلقاه من دعم سخي في سبيل راحة الحجيج والعمّار والزوار.
وثمّنوا مواقف المملكة العربية السعودية التاريخية الثابتة في دعم القضية الفلسطينية ونصرة المسجد الأقصى، مقدرين جهودها ومبادراتها في دعم قضايا العرب والمسلمين، وجهودها الخيّرة في دعم الأقليات المسلمة في أنحاء العالم.
ودعا المشاركون إلى إنشاء مركز تواصل عالمي خاص بالأقليات المسلمة؛ لتعزيز علاقاتهم بالعالم الإسلامي، يُعنى بالدعم الإعلامي والتعليمي للأقليات المسلمة، وتوفير البعثات والمنح الدراسية إلى الجامعات في بلدان العالم الإسلامي، ونشر المنهج الوسطي المعتدل وحمايتهم من الفكر المتطرف، ويكون مقره المدينة المنورة، مشيدين بجهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وأعماله وبرامجه الرائدة، وبما يقدمه من دعم ومشاريع وبرامج إنسانية في مختلف دول العالم، داعين إلى التعاون مع المملكة العربية السعودية، ودعم جهودها في نشر الاعتدال ومحاربة التطرف، مثمنين جهودها في مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، وسعيها إلى توحيد جهود الدول الإسلامية لمواجهته، وجهود المركز العالمي لمكافحة التطرف. كما دعوا إلى مكافحة أشكال الغلو والتطرف كافة، والإسهام الفاعل لمؤسسات التعليم والإعلام في ذلك، من خلال دعم المنهج الوسطي المعتدل وبرامجه ودعاته، مقدرين جهود المملكة في دعم الحوار في الداخل الإسلامي وخارجه، وسعي المملكة الحثيث ومبادراتها إلى اتخاذه وسيلة لنبذ الخلافات، وتحقيق اجتماع المسلمين على الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة، مؤكدين الإفادة من الحوار في إبراز حقيقة الإسلام، وأنه دين الرحمة والعدل والوفاء، ومحاربته أنواع الظلم والأعمال الإجرامية كافة، داعين الجامعات والمراكز والجهات البحثية إلى الإسهام المتواصل في اجتثاث الفكر المتطرف، وكشف آثاره وآثار الجماعات الإرهابية على الإنسان والدولة، من خلال إعداد دراسات فكرية وبحوث علمية وبرامج وثائقية، تبيّن أصول التطرف الديني والفكر الإرهابي في المجتمعات الإنسانية، وإنشاء أمانة عامة لذلك، يكون مقرها في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مؤكدين أهمية التوسع في الجانب الإعلامي الوثائقي بأدواته كافة، وبمختلف اللغات؛ لإظهار جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، ودعم العلم والعلماء، ومساعداتها الإنسانية في جميع مجالات الحياة.
وأوصى المشاركون بإنشاء مركز لرصد جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، يتضمن مشاريع بحثية وكراسي علمية، وإعداد موسوعة شاملة تضم جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين والحرمين الشريفين، ونشر المنهج الوسطي، على أن يترجم ذلك باللغات الحية، وضرورة الاستفادة من استراتيجية المملكة في الحوار كأحد أهم الممكنات للحفاظ على الأمن والوسطية والاعتدال والتعايش بين فئات المجتمع.
وأشاد المشاركون ببيان هيئة كبار العلماء في المملكة الصادر مؤخرًا في ربيع الأول 1442هـ والمتضمن التحذير من جماعة الإخوان الإرهابية، داعين جامعات العالم العربي والإسلامي إلى زيادة البحوث والدراسات العلمية التي تحلل وتفند خطاب جماعة الإخوان الإرهابية الموجّه للشباب المسلم، مؤكدين ضرورة جمع الفتاوى كافة التي جرّمت التطرف والتشدد والإرهاب للإفادة منها كمرجع علمي.