شامان حامد
أصبحت حاسة الشم من أكثر المشاهد إثارة في الطب، لجمودها العلمي بين غيرها من الدراسات والأبحاث العلمية، ففي تأليف بحثي تحذيري إخباري لكلير هوبكنز، رئيسة «الجمعية البريطانية لطب الأنف»، مارس الماضي، معنون بـ»فقدان حاسة الشم كمؤشر على الإصابة بفيروس كوفيد 19»، دلَّلت على أن علم ودراسة حاسة الشم، مقارنة بالبصر أو السمع، لا تزال في العصر الحجري، حيث تلقت طوفاناً من ردود الفعل حول ما شاركت به من جميع أنحاء العالم، يؤكّد أصحابها بصواب كلامها للظاهرة نفسها التي حيّرت المختصين وعلماء الأوبئة دون تفسيرات على المستوى الجزيئي لهذا العرَض المزعج الشائع، وخلاصة بعضهم كهوبنز للإجابات عن الأسئلة المحيِّرة حول فقدان حاسة الشمّ بسبب كوفيد-19، كونه دليلًا أكثر موثوقيةً من الحمّى أو غيرها من الأعراض بخلاف الحواس الأخرى التي هي مُنتج ثانوي للرائحة في المقام الأول.
وقد راود حيادتنا، أحد الألغاز التي لا تزال تُحير العلماء، عن كيف يحرم فيروس كورونا المستجد ضحاياه من تلك الحواس؟ التي يُعاني منها وفق التقديرات 80 % من المصابين بمرض كوفيد-19، يعانون اضطرابات في حاسة الشمّ، كما يعاني كثيرٌ منهم خللاً أو فقدانًا لحاسة التذوّق أو تغييرات في القدرة على الإحساس بالمهيّجات الكيميائية كمنتجات الفلفل الحار.. فمن الناحية العصبية، تُعد حاسة الشم إحدى أكثر الحواس البدائية لدينا، رغم وجود اتحاد عالمي للأبحاث الحسية الكيميائية، بتعاون خبراء من أكثر من 60 دولة، أقلقهم تفشِّي الجائحة، ما يُحدثه كورونا في طريقه إلى الدماغ عن طريق الأنف، حيث يمكنه أن يُحدث ضررًا شديدًا ودائمًا، على الرغم من مناقضة عدد من العلماء لذلك مثل روبرت داتا، عالِم الأعصاب في طب هارفورد، ليعود مؤكداً أن هذه الحقيقة لا تعني أن الفيروس لا يمكنه إصابة الخلايا العصبية.
وخلاصة القول: كونك في حيرة من الكلمات، فقط فكر في أمرك ومن حولك ممن تُحب، فافعل كما أمرنا الإسلام، بما تقتضيه الإنسانية أن يحب كل مسلم لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكرهه لها، فاحفظ نفسك فما يسود حُب الخير بين أفراد مجتمع إلا كان هوَ أسعد مجتمعات الدنيا، والعكس صحيح.