ـ بعد سنوات طويلة قضاها متنقلاً بين الصحافة والإذاعة والتلفزيون محرراً ومراسلاً، ومقدماً لبعض البرامج الحوارية، تقاعد بقوة النظام، وخرج من الخدمة بتجارب وخبرات ونجاحات وإخفاقات ومعرفة بالناس وبمحبتهم، وفي جلسة باستراحة ضمته بزملاء المهنة، بعضهم متقاعد، وآخرون على رأس العمل، يرى صاحبنا أن قرار التلفزيون بإغلاق القناة الثقافية كان قراراً غير صائب؛ فقد كانت القناة تغطي المواسم الثقافية والمهرجانات بالجنادرية وسوق عكاظ ومعارض الكتاب كذلك المهرجانات والعروض المسرحية في الرياض وجدة والدمام وغير ذلك من المدن، كذلك القناة تتبع الأخبار الثقافية في أنحاء الوطن. بعد محور القناة الثقافية دار الحديث بينهم حول قناة ذكريات، حيث يرى صاحبنا الإعلامي المتقاعد أن قناة ذكريات جاءت في الوقت المناسب في زمن كورونا، وملأت فراغاً كبيراً كان شاغراً أيام وليالي الحجر، فأعادت للتلفزيون الرسمي مشاهديه القدماء الذين مازالوا أحياء؛ إذ إن القناة لَم تكلف شيئاً لأنها من الأرشيف والتسجيلات، وأتت ببرامج من مختلف مناطق السعودية، فاستمتع المشاهد بذكريات الزمن الجميل لكنها تظل ذكريات (ذكريات الأمس حلوة.. يا لها من ذكريات). وعن فائدة جمعية الإعلاميين بصفته عضواً فيها أشار الإعلامي المتقاعد في حديث الاستراحة لزملائه إلى أن الجمعية ينتمي لها أكثر من 200 عضو، من الرجال والنساء من مختلف حقول الإعلام، ومن مناطق المملكة المتعددة. وقد عملت الجمعية في خلال جائحة كورونا مبادرات عدة لخدمة المجتمع، تمثلت في ندوات كبرى عدة عبر تطبيق زوم، وإنتاج مئات البوستات، وعشرات الفيديوهات التي شاركت بها الجمعية أفراد المجتمع في جهود التوعية. كما أقامت الجمعية مسابقة مجموع، جوائزها (20) ألف ريال لإنتاج بوستات وفيديوهات لصالح التوعية، ولدى الجمعية مشروع يهدف إلى تحديد مفهوم (الإعلامي) الذي شاع استخدامه لدى الكل. بعد محور الحديث عن جمعية الإعلاميين دار الحديث في الجلسة عن المسرح المحلي أين هو؟ وما الذي موجود منه؟ أخذ صاحبنا البداية قائلاً: علينا أن نحدد ما المسرح الذي نسأل عنه، هل هو المسرح المدرسي أم مسرح الطفل أم مسرح الشباب أم المسرح الاجتماعي الجماهيري أم مسرح التجريب والعبث والوجوه ذات القناع غير المقنعة؟!
ـ تدوينة: بعد آخر كلمات قالها (الوجوه ذات القناع غير المُقنعة) دخل خادم الاستراحة ليقطع عليهم الحديث قائلاً بلكنته الإفريقية: (الأشاءوو جاهز) (أي العشاءُ جاهز)؛ فنهض الجالسون متسابقين للأكل في حين ظل صاحبنا جالساً!!
** **
- مشعل الرشيد