محمد عبد الرزاق القشعمي
وقال إن العدد الأول قد ضم الكلمات التالية: (الصحافة) لرئيس التحرير الأستاذ أمين مدني، و(كياننا الأدبي في العالم العربي - لماذا نكتب) للأستاذ محمد حسين زيدان، و(نظرات المجتمع - حديث إلى القراء) للأستاذ ضياء الدين رجب, و(موضوع) للأستاذ محمد حسن عواد، و(هل للعلم نتاج في بلادنا) للسيد علي حافظ. وكتب الافتتاحية صاحبها عثمان حافظ. وقطعة شعرية للسيد أحمد العربي تحت عنوان (أيه يا بدر). وقطعة أخرى للشيخ عبدالحفيظ كردي.
ويتعرضون للمشاكل المالية ومنها أجرة البريد وقيمة الطوابع التي تلصق على كل عدد للمشتركين فيعفون منها شريطة أن يختم البريد على العدد بعبارة (خالص الأجرة). ومشكلة نقص الورق ونفاذه فيلجؤون إلى محمد سرور الصبان يتوسط لهم لدى جلالة الملك والذي يأمر لهم بما يكفيهم، ويكتفون بخمسين جنيهاً ذهباً لتفك غائلتهم.
وتأتيهم مشاكل الرقابة وعرض ما سيطبع في الجريدة قبل صدورها، ثم مشاكلهم مع الجهات الرسمية وذكر مثال أن إمارة حائل طلبت ألا ينشر بها شيء عن حائل بعد نشرهم أخبار سبق أن وافاهم بها مراسلهم فهد العريفي، وقد كلفوا أحد موظفي الإمارة بإرسال أخبار حائل لهم لنشرها.
وقال: «... وكنا حريصين على نشر الأخبار من مختلف أنحاء المملكة المدن والقرى...».
ومع ذلك لم يسلموا من العقوبة رغم حذرهم الشديد فقد قفلت المطابع وأوقفت الجريدة وأوقف العمال عن العمل، فبسبب تعليمات لم تصل.
ومع ذلك أوقفوا بمركز الشرطة بالخالدية لمدة 17 ساعة، وتوقفت الجريدة مدة شهرين. وعرفوا أن ذلك بسبب نشر إعلان من السفارة الأفغانية بالعدد 54 في 5-3-1357هـ بالرغم من موافقة الرقابة على نشره.
صدرت الجريدة أسبوعياً حتى العدد 813. ومن غرة جمادى الآخرة 1379هـ أصبحت تصدر مرتين في الأسبوع الاثنين والخميس.
وتنتقل الجريدة بعد ذلك إلى جدة لتصدر يومياً اعتباراً من 20 جمادى الآخرة عام 1382هـ/1962م.
«... وبعد صدورها يومية بستة عشر شهراً وعشرة أيام صدر نظام المؤسسات الصحفية الأهلية، وانتقل امتياز الجريدة من علي وعثمان حافظ إلى مؤسسة المدينة للصحافة...».
ولهذا نجد عثمان حافظ يذكر في كتابه (تطور الصحافة في المملكة): «.. ومهما جرى من التغيير والتبديل في رئاسة التحرير والإدارة إنما هو إجراء شكلي اقتضته ظروف الجريدة وإلا فإن التحرير والإدارة وجميع شؤون الجريدة الأدبية والمادية كانت مشتركة بين صاحبي الجريدة علي وعثمان حافظ..».
ومن العدد 1146 المؤرخ 27 رجب 1382هـ الموافق 24 ديسمبر 1962م أسندت رئاسة التحرير لمحمد علي حافظ ومديرية الإدارة للسيد خالد حافظ، وكانت الجريدة وقتئذ قد صدرت يومية ونقلت طباعتها لمطابع شركة الطباعة والصحافة بجدة.
هذا، وقد تولى رئاسة التحرير هشام علي حافظ بضعة أشهر، ولانتقال عمله لوزارة الخارجية أسندت رئاسة التحرير لشقيقه محمد علي حافظ مرة أخرى.
وبعد أن صدرت الجريدة عن مؤسسة المدينة للصحافة انتخبت الجمعية العمومية محمد علي حافظ ليتولى رئاسة التحرير لبضعة أشهر خلفه الأستاذ عبدالحميد عنبر في 28-4-1384هـ، وبعد شهرين يتخلى عنبر عن رئاسة التحرير ليتولى الأستاذ عزيز ضياء في 23-6-1384هـ لمدة شهر، حيث أسندت رئاسة التحرير للأستاذ محمد عبدالقادر علاقي مدة سنة لتعود الرئاسة مرة أخرى لصاحبها الأول عثمان حافظ في جمادى الآخرة 1386هـ/1966م. أما مدير عام المؤسسة الأول فهو معالي الأستاذ أحمد جمجوم، وبعد استقالته نهاية عام 1385هـ انتخبت الجمعية العمومية الشيخ عبدالله القصبي حتى عام 1390هـ.