أ.د.عثمان بن صالح العامر
الوطن عقيدة وقادة وشعب وأرض، ولا يوجد على وجه البسيطة اليوم تناغم وتوافق مطلق بين هذه الأركان الأربع كما هو في المملكة العربية السعودية، وإذا كان الحديث والكتابة عن الوطن ووحدته، والإمام وطاعته أمراً أساساً ومهماً في كل آن وحين فهو أوثق وأهم عند الأزمات والشدائد. وحين تدلهم الخطوب ويكشِّر الأعداء عن أنيابهم الإعلامية وسنانهم الاستخباراتية وذيولهم الصحفية، ولا يخفى أننا اليوم - في ظل ما يُذاع ويُنشر، ويُكتب ويُعقب، على تقرير الكونغرس الأمريكي إزاء قضية مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي -رحمه الله- في مواجهة صريحة مع حكومة أمريكا الجديدة التي تريد النيل من رمزنا الوطني سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين ومن ثم إجهاض مشروعنا الوطني الواعد المنبثق عن رؤية المملكة 2030 التي تعني بكل مصداقية وشفافية ووضوح ميلاد عهد سعودي جديد ننتقل فيه من مجرد مستهلك لمنتجات الآخرين ومصدراً للنفط الخام إلى بلد صناعي - سياحي - تقني - طبي، قوي في إنسانه، وعقيدته، وفكره، وسياسته، ومتين في اقتصاده وصناعاته ومدخلاته واستثماراته، ومتقدّم بعلمه وتقنيته وعقول وسواعد أبنائه، وهذا ما لا يريده الغرب عموماً والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص. ولذلك لا تظن أن الهدف من هذه الحملة المغرضة والزوبعة المفرطة هو شخص (أبي سلمان) -حفظه الله ورعاه وأمده بالصحة والعافية- فحسب - مع أن مجرد توجيه السهام لسموه الكريم ضرب لنا في الصميم - بل المراد من إثارة الموضوع اليوم الذي مضي عليه أكثر من 28 شهراً الوطن بمكوناته الأربعة، وأنا وأنت وهو وهي والنحن جميعاً ضمن مخطط النقض هذا الذي يراد به الهدم الكامل لمنظومة التغيير السعودي المدروس الذي يقوده بكل احترافية ومهارة واقتدار مهندس الرؤية ومبدعها محمد بن سلمان -سلّمه الله-. يحدث هذا تحت ستار العدالة المزعومة وحقوق الإنسان المكذوبة مع أن بيان مقام وزارة الخارجية السعودي ألجم وأسكت بعد أن أفهم وبلغ كل من له قلب يعي وإدراك يميز.
إن واجب كل منا أن يكون هو ومن يعول جنود وطن وحراس دار وعناصر إيجابية فعَّالة كل حسب موقعه في خارطة بلادنا العزيزة الساكنة في قلوبنا المتربعة بين الحنايا، يفتخر ويفاخر بقيادة أرضنا الطيبة المباركة ويدافع وينافح عن رموز هذا الوطن المعطاء المملكة العربية السعودية، ولنحذر من الانسياق وراء الناعق الحاقد والحاسد البغيض، ولنجدد عهد الولاء والطاعة لولاة أمرنا أدامهم الله مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، وحذارِ حذارِ أن يُؤتى الوطن من قبلك أيها القارئ الكريم بأي صورة كان هذا الخرق لا سمح الله، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.