د. عبدالله بن ثاني
في الجزء الأول من هذه السلسلة تناولتُ مذكرات أوباما، واليوم أتناول مذكرات هيلاري كلينتون، والجامع بينهما أنهما يمثلان استراتيجية الحزب الديمقراطي، وبخاصة أنهما اليوم في فريق فخامة الرئيس جو بايدن الذي يعتلي أعلى سلطة في هذا العالم، انطلاقاً من أهمية الولايات المتحدة الأمريكية وقيمها في الحفاظ على ضبط المسار الأممي الذي يستحضر كل التحديات والصعوبات في الشرق الأوسط المملوء بالكراهية الشعبية للسياسة الأمريكية؛ بسبب انحيازها في بعض القضايا، ولولا وجود حكومات عاقلة تضبط مسار علاقة شعوبها بالولايات المتحدة لعاش العالم أكبر كارثة بالتاريخ، ولذلك تستحضر شعوب المنطقة مشروع كونداليزا رايس في فرض الفوضى الخلاقة على الشرق الأوسط، وكان فاشلاً ومأساة أخلاقية لا تليق بقيم الولايات المتحدة الأمريكية التي يعرفها العالم، حتى اعترفت هيلاري كلينتون في الخيارات الصعبة بندمها على ما حصل للعراق فقالت ص 142: «ودفعتني أسباب أخرى إلى الشك، يعود انعدام ثقتي بإدارة بوش إلى خريف العام 2002، حين تبجحت بتقارير الاستخبارات الحاسمة عن أسلحة الدمار الشامل لدى نظام صدام حسين بعد تقويم الأدلة، وسعيي إلى الحصول على ما في وسعي من الآراء من داخل الحكومة وخارجها من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء صوتتُ بالموافقة على العمل العسكري في العراق .. فأعلن الحرب فيما توسل إليه مفتشو الأسلحة الدوليون إمهالهم بضعة أسابيع لإنهاء مهمتهم، وخلال الأعوام التي تلت تمنى الكثيرون من أعضاء مجلس الشيوخ لو صوتوا ضد القرار وكنت أحدهم، ومع كل رسالة أبعث بها إلى عائلة في نيويورك فقدت ابناً أو ابنة أباً أو أماً يصبح خطئي أكثر إيلاماً ...»، وهذه النتيجة المروعة حتمية لكل قرار غير مدروس في عالم السياسة، وبخاصة إذا كانت لا تجد صعوبات في تنفيذه.
وعطفاً عليه فإن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يختلف عن غيره من الرؤساء؛ بسبب أنه يحمل أعباء وهموماً بحجم هذا الكون الفسيح، في ظل المسؤولية الأممية تجاه الإنسانية وكرامة البشر والحفاظ على آدميتهم، مما يحتم على فخامة الرئيس ألا ينظر بعين واحدة إلى أي قضية من قضايا هذا الكوكب وما أكثرها، ويجب أن يكون القرار الأمريكي عصياً على الاختراق؛ ضبطاً للعلاقات الحميمة بين الدول وحرصاً على مصالح الشعوب، وحفظاً على سلامة مؤسسات المجتمع الدولي، ولذلك لا يليق بفخامته أن يشجع على الإرهاب، ويفتح أروقة البيت الأبيض للمتطرفين والمهاجرين والمتمردين الذين لا يمكن تفسير خياناتهم لأوطانهم ومشروعاتهم الخاصة وطموحاتهم السياسية على أنها وجهات نظر، وأن تلك الممارسات من باب الحريات المقدسة التي تعكس قيم أمريكا، خاصة أن تجارب ما يسمى الربيع العربي كارثية في حق البشر الذين حرموا في هذا الشرق الأوسط من التعليم والعلاج والسكن وأبجديات الحياة الكريمة.
ولقد وقعت هيلاري كلينتون في الفخ مرة ثانية بعد فخ تدمير العراق ومؤسساته الرسمية، وهي تشجع على المظاهرات ونزول الشعوب للشوارع وتخريب المتاحف وإحراق الميادين، ولا أدل على ذلك من عباراتها في الدوحة في المؤتمر السنوي لمنتدى المستقبل في عام 2011م، والتي تحدثت عنها بالتفصيل في الفصل الخامس عشر (الربيع العربي: الثورة) ص 323، ولم يسلم منها تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين وهكذا.
في الوقت الذي يحق للولايات المتحدة الأمريكية أن تجوب قواتها العالم، وأن يصرِّح مسؤولوها وأن تقدم استخباراتها تقاريرها من أجل ضمان الأمن القومي، بل إنها طرحت محاكمة الرئيس ترامب في مجلس الشيوخ بسبب اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس في يناير الماضي، عقب خطاب الرئيس الذي يندد بنتائج الانتخابات، فإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية لم تجد حرجاً من سؤال رئيسها السابق بسبب الأمن القومي نجدها تقف حاجزاً أمام بعض الدول في سؤال مواطنيها عن تسريب أسرار الدولة وكشف مخططات أمنها القومي للأعداء بحجة الحفاظ على قيم أمريكا، فأي تناقض لتلك القيم في التطبيق والانتقاء، والعالم لم ينسَ قضية المواطن الأمريكي جوثان بولارد المحلل السابق لدى البحرية الأمريكية الذي اعتقلته السلطات الأمريكية عام 1985م وحكموا عليه بالسجن مدى الحياة؛ بعدما اعترف في المحكمة ببيع معلومات سرية أمريكية لإسرائيل ، بل إن هيلاري كلينتون صرحت بخطورة تسريب الأسرار الاستخباراتية والوثائق الحكومية، وبخاصة في قضية وثائق ويكيلكس المشهورة والتي قالت عنها ص 539: «دِنتُ إفشاء المعلومات السرية غير الشرعي مباشرة بعد تلك التسريبات، وعددت أنه يعرِّض حياة الناس للخطر ويهدد أمننا القومي، ويقوض جهودنا للعمل مع بلدان أخرى لحل مشكلاتنا المشتركة، « بل نشرت المواقع وثيقة لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون تعتبر ويكليكس خطراً على الأمن القومي، بعد أن نشر كثيراً من الوثائق التي فيها قتل مدنيين من بينهم صحفيين من رويترز في أحد أحياء بغداد عام 2007م، وانتهاك القوانين الدولية في قتل مدنيين من الشعب الأفغاني والعراقي على نقاط التفتيش، والتستر على التعذيب الممنهج في السجون والمعتقلات، فهل يعقل أن تكون وثائق الولايات المتحدة سرية ووثائق غيرها مستباحة، بل إن هيلاري كلينتون اقترحت تصفية مؤسس ويكليكس جوليان أوسانج بعد تهديده بنشر رسائل بريدها الإلكتروني، ورصد العالم قولها :» ألا يمكننا إرسال طائرات مسيرة لذلك الرجل...»، كل ذلك من أجل الأمن القومي الأمريكي... وفي الوقت نفسه لا تغفر الولايات المتحدة الأمريكية لغيرها من يساءل مواطنيه عن مثل ذلك!!
والمثير في هذه الجدلية المتناقضة أن العالم بكل محطاته ووسائل إعلامه الرسمية وغير الرسمية تابع يوم الجمعة الماضية ما عرضه فخامة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مضمون التقرير المتعلق بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي - رحمه الله -، وتحميل ولي العهد تبعات هذه القضية بحجة أنه مسؤول عن الأجهزة الأمنية، ليتأكد للجميع أن التقرير من بداياته كان عبارة عن انطباعات وتخمينات بعيداً عن المصداقية والموضوعية ، لأن الرئيس الأمريكي يحمل تلك المسؤولية وثمة فرق بين المسؤول المشرف والمسؤول المباشر، علماً أن القضية قد اعترفت بها الحكومة رسمياً، وتم حل الجهاز المسؤول عن تنفيذها وإعادة تشكيله وهيكلته تأكيداً على الخطأ غير المقصود، ومثلها كثير من العمليات الأمنية التي يكتفها وقت التنفيذ الأخطاء مما ينحرف بها عن مقاصدها، ولم تتجاهل الحكومة السعودية هذا الخطأ بل أعفت بعض المسؤولين ووضعت القضية في رحم القضاء، وبحضور مراقبين من الدول الخمس وتم التصالح عليها من قبل أسرته - رحمه الله - وجزاهم الله كل خير وفق ما يأمر به الشرع الإسلامي الحنيف، بينما كثير من مثل هذه القضايا تم حفظها وتجاهلها تماماً ولم يصدر البيت الأبيض أي تعليق عليها، فما القصة إذن؟.. وما مناسبة أن يقف فخامة الرئيس جو بايدن أمام البنتاغون في أول حديث له أمام الجيش الأمريكي الذي يعول عليه العالم بأسره ليبدأ حديثه عن إطلاق سراح مواطنة سعودية تم توقيفها لأسباب أمنية، فأين تكمن المشكلة وأين تتجه البوصلة التي فقدت عقاربها الاتجاه الصحيح...؟
العقلاء والخبراء يعرفون جيداً أن تصريح سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي عن تجفيف التنظيمات السرية والحركات الحزبية وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين، ومنها مقابلة موسعة أجرتها معه صحيفة «Time» الأمريكية إذ قال :» لذا لدينا الكثير من الأمور التي ينبغي علينا القيام بها. أولاً: محاربة الإرهابيين، بالإمساك بهم أو بقتلهم أو بالقبض عليهم. ثانياً: محاربة المتطرفين. نحن نعامل جميع المنظمات المتطرفة في المملكة العربية السعودية كمنظمات إرهابية مثل جماعة الإخوان المسلمين. إن جماعة الإخوان المسلمين خطيرة جداً ومصنفة في السعودية ومصر والإمارات وغيرها من دول منطقة الشرق الأوسط على أنها جماعة إرهابية».
وأوضح ولي العهد السعودي: «إن المرء لا يتحول فجأة من شخص عادي إلى إرهابي بل يتحول من شخص عادي إلى محافظ قليلاً ومن ثم إلى متطرف قليلاً ويزداد تطرفاً وتطرفاً حتى يصبح جاهزاً لأن يكون إرهابياً. وتعد شبكة الإخوان المسلمين جزءاً من هذه الحركة. فلو نظرت إلى أسامة بن لادن، فستجد أنه كان من الإخوان المسلمين.. ولو نظرت للبغدادي في تنظيم داعش فستجد أنه أيضاً كان من الإخوان المسلمين. في الواقع لو نظرت إلى أي إرهابي، فستجد أنه كان من الإخوان المسلمين».
ومن حينها والماكينة الإعلامية الحركية في أوروبا وأمريكا تستهدف سموه، وبخاصة من المتنفذين في البيت الأبيض الذين اخترقوا الحزب الديمقراطي، ليحارب بالوكالة عنهم كل من يحاول أن ينشر السلام في هذا العالم وينقذ الإسلام من التشويه الحركي والاستغلال الفكري.
نعم كان سمو الأمير محمد بن سلمان قائداً في معركة السلام العالمي، لكي تنعم الإنسانية بالاستقرار بعد أن كان هذا التنظيم وما تناسل عنه قد عاث فساداً في الواقع العربي، وبمباركة من رموز سياسية في الولايات المتحدة الأمريكية بكل أسف، بل إن الإرهاب وصل أوروبا وأمريكا حتى انتشرت ظاهرة دعس الناس في الشوارع، وأصبح الإنسان الأمريكي بخاصة والغربي بعامة في خطر في كل أنحاء العالم بسبب هذا التوحش المرعب، فكان حقيق بالرئيس الأمريكي بايدن أن يثمن لسموه موقفه الشجاع والإنساني في توقيف كل مصادر فتاوى القتل والتكفير واستهداف الأمم ومساءلة مصدريها وعزلهم عن الشباب بالتوقيف؛ حتى لا يتم الاستقطاب الحركي ومنعهم من تحول الشباب إلى قنابل موقوتة تدمر الأبرياء، بعد مباركة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - كل خطواته الإصلاحية.
وتأكيداً على تلك الاستراتيجية في فكر سمو الأمير محمد بن سلمان في إطلاق مشروع الإصلاح اعتماداً على قدرته على القيادة والتحكم بزمام الأمور، والتي لم تكن تتوافر باعتراف هيلاري كلينتون في الزعماء العرب الذين كانوا يترددون في الإصلاح خوفاً من الشارع وردات الفعل غير المحسوبة، حينما قالت ص 323 :» إنهم يجلسون على برميل بارود وإذا لم يتغيروا فسينفجر «، وعرضت تفصيل الدراسة التي نشرها أبرز علماء الشرق الأوسط وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 2002م، وتقرير التنمية البشرية العربية كذلك، وقالت أيضاً ص 325:» إذا فشل الزعماء العرب ومعظمهم شركاء أمريكا في استيعاب الحاجة إلى التغيير فإنهم يخاطرون بفقدان السيطرة على مواطنيهم الشباب والمهمشين، ويشرعون الأبواب أمام الاضطرابات والصراعات والإرهابيين، هذا هو الرأي الذي سأعلنه من دون المجاملات الدبلوماسية المعتادة التي تميع الرسالة ...»، ولم يكن يستطيع التصدي لحمل لواء هذه الإصلاحات إلا سمو الأمير الشاب محمد بن سلمان الذي غير واقعاً مستحيلاً وعصياً على التطوير، ومن ذلك ما رصدته هيلاري كلينتون وهي تتحدث عن السعودية آنذاك، فقالت ص 342: « وقد استطعت إحراز بعض التقدم أحياناً من مثل حال فظيعة لزواج طفلة في المملكة العربية السعودية، سمعت عن فتاة تبلغ ثمانية أعوام أجبرها والدها على الزواج من رجل خمسيني في مقابل حوالي 13 ألف دولار، رفضت المحاكم السعودية مناشدات والدتها لإبطال الزواج، وبدا أن الحكومة لن تتدخل ..»، فالصورة التي ذكرتها هيلاري لم تعد موجودة في السعودية الحديثة التي رسم طريقها سموه بمباركة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - بعد إقرار التشريعات التي تنظم الأحوال الشخصية مؤخراً والتطور المشهود في القضاء وأحكام العدالة والتقاضي، وقالت ص 341:» وكانت أصعب الخيارات بعد 11/ 9 صدمة الأمريكيين أن خمسة عشر من الخاطفين التسعة عشر علاوة على أسامة ابن لادن أصلهم من المملكة العربية السعودية، الدولة التي دافعنا عنها في حرب الخليج عام 1991م، وكان مروعاً أن المال الخليجي ظل يمول المدارس الدينية والبروباغندا المتطرفة في كل أنحاء العالم «، وعطفاً على قول هيلاري السالف فإن الأمير محمد بن سلمان كان حازماً في تجفيف منابع الإرهاب وتقويض أسسه التي كان منسوبوها يعبثون بالواقع، حتى لم نعد نشهد تفجيراً واحداً منذ تولى سموه هذه المهة، ولم نعد نسمع عن مطاردة الأمريكان والغربيين وقتلهم بدم بارد في الشوارع والشركات ومواقع السياحة، ولم نعد نرى مشاهد التطرف واستغلال المنابر ووسائل الاتصال في تأجيج الناس ضد الغرب، بل إن سموه قد سد نوافذ تصدير الكراهية التي كانت شاهدة على أزمة العلاقة بين الشرق والغرب، إضافة إلى إعادة هيكلة مؤسسات الدولة والنهوض بالاقتصاد ورفع ميزانية الدولة، وتطوير التعليم والخدمات الصحية وثقافة سوق العمل وعزز مفهوم الدولة الوطنية التي تقوم على العدالة والمساواة بين المواطنين على السواء، دونما نظر لعرق أو مذهب أو جهة وبشهادة الجميع، وقضى على التوحش المرعب الذي سيطر على مفاصل الحياة، وأعاد المجتمع السعودي إلى طبيعته بعد كل سني الاختطاف من المؤدلجين والإرهابيين، واستطاع أن يخلص المناهج الدراسية من كل الأفكار المرعبة والأنشطة الحركية والنصوص والسياقات المخالفة... وقالت ص 343 : « ورددت في شكل مختلف على منع المرأة من قيادة السيارة في المملكة العربية السعودية، في آيار - مايو 2011م نشرت ناشطة سعودية شريط فيديو على الإنترنت تظهر فيه وهي تقود السيارة فقبض عليها واحتجزت تسعة أيام ...»، وعطفاً على هذا فإن تمكين المرأة والسماح لها بحقوقها المسلوبة لم يكن إلا على يد الأمير محمد بن سلمان بمباركة من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وكان هذا القرار تاريخياً في مسيرة المرأة السعودية التي تثمن لسموه كل الإصلاحات التي قام بها فيما يخص حياتها من الحفاظ على حقوقها وإرادتها وخياراتها وتوظيفها، وحمايتها من التسلط والطغيان والوصاية حتى أصبحت مشاركاً حقيقياً في تنمية بلادها على يد سموه، وقالت ص 344 في حديثها عن اللقاء بطالبات دار الحكمة في جدة : « قد لا تتوافر الفرص لهؤلاء النساء للمشاركة علناً في مناقشات في مجتمعاتهن المحافظة جداً، ولكن بدا لي أن لا حدود لذكائهن وطاقتهن وفضولهن «، وهذا المشهد لم يعد موجوداً في ثقافة السعوديين اليوم، وتولت المرأة السعودية دوراً محورياً مهماً في جوانب الحياة العامة، وأصبحت ركيزة في سوق العمل ومنظومات العمل المؤسسي في القطاعين الخاص والحكومي، وتجاوزت المرأة السعودية على يد سموه كل معوقات الماضي وتحديات الثقافة المجتمعية السالبة، حتى أصبحت في مراكز القيادة وصنع القرار وحصلت على المهارات التي مكنتها من المشاركة في المشهد، دونما أي تحفظ يعيق من تحقيقها لرسالتها الإنسانية، وكذلك على يد ملهم التغيير الأمير محمد بن سلمان.
إن الحديث طويل عن إصلاحات سموه الاستراتيجية التي يجب على شرفاء العالم أن يقفوا معه في تحقيقها، ويثمنونها له في قيادة التغيير في واقع أشد صلابة من الصخور البركانية السوداء، وجعل الأخطاء - إن وجدت - في موضعها، وبخاصة في ظل الاعتراف الرسمي دون تأثير على بقية الجوانب، والجميل في كل هذا المشهد أن الشباب السعودي يدرك أهمية سموه في قيادة السعودية الحديثة والقضاء المبرم على كل مظاهر الفساد الإداري والمالي والمنهجي، وغرس ثقافة جودة الحياة وتكافؤ الفرص بين المواطنين، في صورة جعلت من سموه أيقونة عالمية للإصلاح العالمي وأملاً طموحاً ومثالاً حياً لكل الشعوب التي عانت من الفساد والهدر والضياع، ولذلك ملأت صورته وأحاديثه وتصريحاته حالات جوالاتهم وحساباتهم الشخصية في تويتر والفيس بوك، وأطلقوا هاشتاق «كلنا محمد بن سلمان»، وبلغ المشاركون الملايين بل تجاوز ذلك إلى الشباب العربي والعالمي على السواء؛ إيماناً برسالة سموه الإنسانية التي تحطِّم كل جهود التنظيمات السرية ورعاة الإرهاب ودعاة الثورات والتوحش والكراهية، وتتجاوز كل تقارير التشويه التي يقدمها المتمردون والمخترقون.
والله من وراء القصد.
** **
- وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية