محمد عبد الله الحمدان
- القطار (الرياض - حائل)
- استراحة للسكن عبارة عن (متحف) في حايل
- جسر.. من جبل
- جبال المحجة
- العلا.. وجبالها
قرأت في مجلة الفيصل بعددها (351) لشهر رمضان 1426هـ استطلاعاً مصوراً في عشر صفحات بقلم : محمد بن عبد الله الخضيري من الرياض / المملكة العربية السعودية، تحدث فيه الكاتب عن جبال المحجة بعنوان (جبل المحجة.. كما رأيته)، كما تحدث عن متعته في الرحلات البرية، وقال إنه عثر على مقال في إحدى الصحف يصف كاتبه رحلته لجبل فريد، وأضاف الكاتب أنه بحث في الشبكة العنكبوتية عن هذا الجبل فلم يجد إلا القليل، فعزم على زيارته، كما ذكر أن الرحالة الفرنسي (تشارلز هوبر) زاره عام 1884م، مرة بمفرده، وأخرى رافقه فيها الرحالة الألماني (بوليوس أوبتنج).
وصف الجبل بأنه يتكون من الصخور الرسوبية (غير الصخور النارية) (القريبة منه)، وهو في الأساس حُبَيْبَات رملية وحصوية وطينية تعرضت للضغط والحرارة لآلاف السنين حتى أصبحت كتلة واحدة ، وأخذ الكاتب يصف هذا الجبل.. بل الجبال.. ا.هـ .
بعد قراءتي المقال قررت زيارة الجبل ورؤيته (عن كثب)، فامتطيت وابني (ماجد) القطار (الرياض - حائل)، وبتنا في استراحة جميلة ملاصقة لجبل أجا بل هو فيها وهي فيه، وفي الصباح توكلنا على الله وسلكنا طريق حائل - العلا البالغ طوله 400 كلم، وفي منتصفه يقع جبل أو جبال المحجة على بعد حوالي 35 كلم عن الطريق المعبد دون وجود أي علامة، وسألنا أعرابياً فلم يفدنا بشيء، ووجدناه كما وصفه كاتب (الفيصل) إلا أنا وجدناه محاطاً (بشبك).
وفي العودة وجدنا طريقاً مأثوراً ربما هو من آثار من وضعوا الشبك بدليل أنه سهل وواضح، ففي الرمال تبين آثار سياراتهم، وفي الأحجار يتضح طريقهم.
وفي آخر هذا الطريق السهل توجد عجلات (كفرات) مكومة تدل على بداية الطريق من الطريق الممهد.
جسر الجبل
ذكر لي ابني (ماجد) جزاه الله خيراً وجود جسر جبلي ليس بعيداً عن جبل المحجة، فقررنا قصده في رحلة ثانية، ووجدنا جسراً جبلياً ضخماً يبدأ من الجبل وينتهي في السهل وبين قائمتيه أكثر من 20 متراً، ووجدنا حوله أناس يزورونه، فسبحان الخالق العظيم!
منه توجهنا إلى جبال المحجة، ووجدنا بابها مفتوحاً، وأخذنا بعض الصور ثم غادرنا إلى الطريق الممهد، قاصدين منطقة العلا، وسكنا في بيت ضمن بيوت ملاصقة للجبل في مزرعة.
الجبل العجيب
وفي هذه المزرعة بجانب البيوت المعروضة للإيجار جبل شاهق، فيه طريق ضيق لا يتسع لأكثر من شخصين ، يفضي إلى برحة بدون سقف خلقها الله (سبحانه) هكذا، وقد وضعوا فيها جلسات للسياح.
حاولنا رؤية بعض المنتجعات التي قيل إنها تنشأ، فإحداها رأيناها العام الماضي وبها غرف ومطعم، ومكانها جميل بين الجبال. والثانية: في العام الماضي قال لنا الحراس إنها تحت الإنشاء، ولم يَدَعُونَنا نراها، والثالثة البعيدة نوعاً ما زرناها العالم الماضي فلم يسمح لنا بدخولها، وكاد حارسها أن لا يكلمنا إلا من (وراء حجاب) واسمها (مخيّم مداخيل).
الطريف والعجيب أننا هذا العام وجدناها قاعاً صفصفاً (لا عوج فيها ولا أمتا)، وجدناها قد هدمت، (سورها وخيامها ومبانيها) (هدماً عنيفاً) لم نعلم سببه، ولم نجد من يخبرنا خبره. حتى الأخ (قوقل) لم نجد عنده شيئاً (البتة)، وهذه الإزالة وهذا الهدم كان بعنف وغير طبيعي (والله أعلم).
جبال ورمال
توغل بنا ابني ماجد في تلك الجبال التي تتخللها طرق ورمال (رمال بين جبال)، ووجدنا الربيع.. العشب والأشجار بل والجراد وجدناه يطير، ولم نتمكن من صيد شيء منه سوى أعداد قليلة تدخل علينا في السيارة، ولم نتمكن من معرفة جنسها، أذكراً أم أنثى، أمِكْنٌ؟ أم زعير؟!
غادرنا العلا بعد أن وجدنا عقبات وعراقيل تحول دون رؤية مدائن صالح، ومنها السرا (الطابور) والمواعيد والركوب في حافلات والزحام وغير ذلك.
توجهنا لمدينة (تبوك) وبتنا ليلتنا في فندق جميل مريح به مسبح دافئ مغطى.
وفي الرحلة السابقة عنّ لنا أن نسير بمحاذاة طريق سكة حديد الحجاز من العلا إلى المدينة، وشاهدنا محطات السكة كأنها بيوت قائمة محاطة بـ (شبكة) خشية التخريب والتكسير، كما شاهدنا عشرات العبّارات المبنية لعبور سيول الجبال المحاذية لها، كذلك شاهدنا الجسور الضخمة التي أنشئت آنذاك لعبور سيول الأدوية، وما زالت صامدة أمام السيول، أما حديد السكة وخشبه فلم يبق منها أي قطعة.
وشاهدنا العجب (العجاب) ألا وهو النفق الطويل الذي حفره العثمانيون، ربما بمساعدة الألمان لسكة الحديد، لا يكاد يستوعب السيارة العادية، وكان مغلقاً ولكننا وجدناه مفتوحاً فعبرنا معه، وهو يدل على عظمة من حفروه، في وقت كانت المعدات فيه بدائية.
وحول سكة حديد الحجاز التي لم يبق منها سوى قطارات محفوظة بالمدينة المنورة، كما لم يبق سوى وعود من الدول المعنية بها طوال السنين الطويلة الماضية بتشكيل لجان لإحياء السكة، ولا شيء غير الوعود. ويقولون: إذا أردت إماتة مشروع فشكّل له لجنة!!